أخبار عربية – بيروت
أعلنت الفنانة الشابة ريبيكا الراعي، ابنة بلدة حملايا اللبنانية، عن عزمها المشاركة في برنامج المواهب “ذا فويس” بموسمه المقبل.
وتحدثت ريبيكا، صاحبة الصوت “الفيروزي”، في حوار مطول مع موقع “أخبار عربية”، عن مسيرتها الفنية حتى الآن، بالإضافة إلى دراستها وأسرتها وموضوعات أخرى.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
هل لكِ أن تعرفينا عن نفسكِ سريعاً؟
اسمي ريبيكا الراعي، عمري 20 سنة، أدرس الحقوق بالجامعة اللبنانية، وأتعلم الغناء الشرقي في الكونسرفتوار الوطني، وأعزف على آلة القانون. أما موهبتي الثانية فهي ممارسة الرياضة على جميع أنواعها، وخاصة كرة القدم وكرة الصالات.
من الذي اكتشف موهبتكِ؟ وكيف بدأت مسيرتكِ؟
فعلياً، أمي هي التي اكتشفت موهبتي في الغناء، حيث كنت أخدم معها القداس بشكل متتالي كل يوم أحد في كنيسة الرعية، وتحديداً عندما ألقيت ترتيلة “solo” أي بمفردي أمام الحضور أجمع في رسيتال ميلادي حيث اُعجب الجميع بصوتي، وبعدها التحقت بالكونسرفتوار الوطني.
ما أهمية المعهد الموسيقي (الكونسرفتوار) في مسيرة الفنان؟ وهل ممكن الاستغناء عنها؟
هناك الكثير من الفنانين الذين يبدأون مسيرتهم الفنية بالغناء دون الالتحاق بالكونسرفتوار، حيث تكون نعمة منحهم إياها الله. من وجهة نظري، صحيح أن الصوت نعمة ولكن يجب تطوير وتغذية هذه الموهبة التي تنشأ مع الشخص منذ صغره، حيث أن المعهد الموسيقي يعلم كيفية المحافظة على الصوت وطريقة التنفس واللفظ بشكل صحيح وواضح، كما أنه يعلم تهذيب الصوت وقراءة المفاتيح الموسيقية، أيضاً تعلم العزف على آلة موسيقية يعزز “الدينة الموسيقية” كما يقال عامة.
هل من رابط بين اختصاصكِ الجامعي (الحقوق) والفن؟
حسب ما يقول الناس فإن لا علاقة بين الحقوق والموسيقى، بينما أنا أرى أن هناك خيط رفيع يربط هذا الاختصاص بالفن، فالموسيقى ليست فقط رقص وترفيه بل هي تمس بوجود الإنسان وتفكيره وعواطفه. عندما أتأمل بالموسيقى أرى كيف تؤثر على عقلي ومشاعري كما تساعدني على الإصغاء. فمثلاً، المحامي إذا لم يصغي لا يصل إلى طرق صحيحة للدفاع عن موكله في حين أن الإصغاء يأتي من سكون داخلي عندما يستمع للموسيقى. كما أشعر بالسلام الداخلي وبالراحة حيث أستطيع أن أتخذ قراراتي بشكل صحيح، إن كان على صعيد حياتي عامة أو في مزاولة المهنة في المستقبل. في النهاية، بما أنني أدرس الحقوق، أرى أن الإصغاء رابط أساسي بين اختصاصي وموهبتي.
هل أحييتي أي مهرجانات؟ وما أهمية ذلك؟
بالطبع، إحياء المهرجنات والحفلات والرسيتلات أيضاً هي من الأمور الأساسية، فالوقوف على المسرح أمام عدد كبير من الناس يمنحني الثقة بنفسي وبصوتي أكثر فأكثر وخاصة عند تجاوب الناس معي وإعجابهم بما أقدمه لهم من غناء. إحياء الحفلات يطعني بموقف يحسسني أنني أستطيع إكمال مسيرتي دون خوف. الكثير من الفنانين بدأت مسيرتهم الفنية من خلال الغناء على مسارح صغيرة وأمام أفراد منطقتهم. أنا أحييت بعض الرسيتلات الدينية إلى جانب أمي، كما غنيت في بعض الحفلات والمهرجنات بمفردي في المناطق المجاورة. وأيضاً، أشارك في الحفلات التي تقوم بها أوركسترا المتن حيث أقوم بالغناء بمفردي أمام الجميع.
كيف تصفين شعوركِ أثناء إحياء القداس مع عائلتكِ؟
الشعور الذي يولد عندي أثناء إحياءي القداس مع أمي وإخوتي لا يوصف، أشعر بالأمان وبالفخر عندما أكون محاطة بهم ونسبح الله سوياً. خدمة القداس شيء مهم حيث أعتبره التزام وواجب علي القيام به كما كانت أمي ملتزمة به منذ صغرها وعلمتنا أن نسير على هذا الطريق.
هل لكِ أن تخبرينا أكثر عن عائلتكِ، وبالأخص والدتكِ التي تمتلك تلك الموهبة؟
أسرتي مؤلفة من 6 أفراد، عندي 4 إخوات (بنتين وصبيين)، وجميع إخوتي يمتلكون موهبة الغناء والعزف، فأختي تعزف على آلة الغيثار كما أن أخي الكبير يلعب على آلة الطبلة في حين أن أخي الصغير يعزف على الكمانجة. والجدير ذكره أننا أخذنا موهبة الغناء من أمي التي كانت تطمح بالغناء والشهرة على صعيد أكبر ولكن والدها كان يصر أن مجال الفن صعب ومن الجيد خدمة الكنيسة وتعليم الأطفال الموسيقى وخاصة آلة القانون التي أتعلمها أيضاً، فهي باختصار تضع آمالها في موهبتي لإكمال حلمها الذي لم تستطع تحقيقه في الماضي فاستمرت حتى الآن بتدريس الأطفال التعليم الديني والغناء في المدارس.
ما مشاريعكِ المستقبلية؟ وكيف تنوين تطوير نفسكِ؟
في الوقت الحالي، سوف أكمل السنة الرابعة من الغناء الشرقي في المعهد الموسيقي، وخلال فصل الصيف سوف أتابع بالمشاركة في حفلات مع أوركسترا المتن وخدمة الأعراس في الكنائس، كما أنوي تطوير صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي بتصوير بعض الأغاني التي أحبها. أيضاً إذا سمحت لي الفرصة، سأشارك في برنامج “ذا فويس” في السنة القادمة.
ما هي أكثر أغنية تؤثر بكِ؟
“بلا ولا شي… بحبك” للفنان زياد الرحباني، لأنها تتكلم عن الحب الحقيقي، أي الحب البسيط والصادق، الذي أصبح نادر الوجود، الحب الذي يعطي دون مقابل، حب غير مشروط وليس مقيد بالمادة والمصالح والوجاهة.
هل من قدوة لديكِ؟
أمي هي التي تدعمني وأستمد منها القوة، أما قدوتي بالفن فهي جوليا بطرس لأنها فريدة من نوعها. أستمع إلى جميع أغانيها دائماً وأتابع أحدث أخبارها وإطلالاتها. أحب وقوفها على المسرح أمام ملايين الجماهير، تغني حب، غزل، شوق، فراق، كما تغني للوطن والحرية وأنا أرغب بأن أتبع في مسيرتي هذا النمط من الأغاني.
ماذا تعني لكِ كلمة “وطن” وإلى من تعطينها؟
أعطي كلمة وطن للعائلة. الوطن هو المكان الذي أنتمي إليه على الهوية وفي القلب والعقل، هو الأرض التي نشأت عليها، فالعائلة هي وطني، هي التي تحبني وتراني وتحضنني وتحميني من أي أذى، تدعمني لأنجح وأحقق أحلامي وأهدافي. وأنا في المستقبل أرغب بأن أكون أم لعائلة ترعاها وأحضنها وأكون لها بماثبة وطن لأن العائلة تبقى المرجع الوحيد لكل إنسان مهما علا شأنه، ومهما سافر وبعد عن أرضه وأهله يبقى انتماءه لهم أساسي.
“ويا خسارة ما كتبنا”، عبارة من إحدى أغنيات السيدة فيروز. هل توجهين لأحد عبارة “ويا خسارة ما غنينا”؟
أغني كل شيء: حب، حنين، شوق، ندم، لكن لا أدخل حباتي الخاصة بحياتي الفنية. عندما أغني أغنية عن الندم فهي لا تجسد ندم عشته في حياتي الخاصة. كل علاقة مريت بها لا أندم عليها، ولكني أتعلم منها كي تكون درس لي في العلاقات اللاحقة. بشكل عام، لا أندم على شيء، سوى أني وضعت ثقتي أحياناً بناس ليسوا أهلاً لها.
هل الفنان “مجنون”؟ هل هو بحاجة للجنون كي يكمل مسيرته؟
من وجهة نظري، الكاتب عكس الفنان. الفنان بحاجة إلى الانتظام والوعي والهدوء والاستقرار في حياته، ولا يمكنه اتخاذ قراراته بجنون. عندما أسمع الموسيقى، أكون بحاجة للصمت وأغمض عيني، وهي تأخذني إلى التفكير العميق لاتخاذ القرارات الصحيحة. وفي عصر الانحطاط، هناك الكثير من التفلت من القواعد.. والفن له أيضاً له قواعده، وكل ما تأيد فيها الفنان يبرع أكثر.