أخبار عربية – بيروت
تحشد جماعة “حزب الله” اللبنانية مواردها للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد، مستخدمة فرقاً من المتطوعين والأطباء وكذلك المنشآت للقيام بدور بارز في مكافحة المرض ببلد يعاني من أزمة.
وتأتي هذه الحملة، بحسب وكالة “رويترز”، كجزء من جهود أوسع نطاقاً لأحزاب السلطة في لبنان التي تتسابق بمختلف انتماءاتها الطائفية لإظهار قدرتها على تقديم يد العون في هذا الوضع الطارئ.
ويقول محللون إن النخبة السياسية ترى فرصة لاستعادة مكانتها لدى الشعب والتي تأثرت سلباً قبل ستة شهور مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية في أنحاء البلد ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة والمشكلات الاقتصادية المتجذرة.
لكن الجهد الضخم الذي يبذله “حزب الله”، الذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية وتفرض عليه عقوبات، برز بوضوح وسط المشاركين في جهود مكافحة الفيروس.
وفي جولة إعلامية لمسؤولين في “حزب الله” في بيروت، الثلاثاء، افتتحت الجماعة أحد مركزي فحص جديدين، إضافة إلى أسطول من سيارات الإسعاف العديد منها مزودة بأجهزة تنفس صناعي ومستشفى مخصص بالكامل لعلاج مرضى كورونا في إطار ما وصفته بأنه حملة مكافحة على مستوى البلاد.
وقال المسؤول في “حزب الله” حسين فضل الله: “الهدف تخفيف الضغط عن وزارة (الصحة) والمستشفيات والدولة… لدينا فريق متطوع يزيد على 25 ألفاً”.
ويعاني لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة، من أزمة مالية أسفرت عن استنزاف النقد الأجنبي وهبوط قيمة الليرة. وسجل البلد 463 إصابة بفيروس كورونا و12 وفاة.
ويحذر مسؤولون في قطاع الصحة من أن نظام الرعاية الصحية غير مجهز للسيطرة على تفشي الفيروس الذي قد يستنزف على نحو سريع إمدادات أصبحت شحيحة بفعل نقص الدولار على مدى شهور.
وقال مهند الحاج علي من معهد كارنيجي للشرق الأوسط: “حزب الله وبقية المؤسسة السياسية… يرون أن أزمة فيروس كورونا فرصة لتوفير خدمات وتقديم أنفسهم على أنهم الأحزاب التي تحمي مجتمعاتها… حزب الله في الصدارة”.
وبحسب تقرير “رويترز”، أصبحت جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران أكثر انخراطاً في شؤون الحكومة في الأعوام الماضية. ولطالما وصفها منتقدوها بأنها “دولة داخل الدولة” بسبب قوتها العسكرية وتوفيرها خدمات صحية واجتماعية.
والجماعة داعم مهم لحكومة رئيس الوزراء حسان دياب الذي تولى منصبه في يناير الماضي واختارت وزير الصحة السابق والحالي.
وعلى الرغم من أن مجمل خطتها لمكافحة فيروس كورونا يعتمد على مستشفياتها وعياداتها الخاصة، فإن الجماعة قالت إنها سترسل أيضاً أطباء إلى مستشفيات حكومية على حسب الحاجة.
وقال فضل الله: “مستوى الجهوزية (للحرب) واحد لكن تختلف الأهداف”.
كما نفذت أحزاب أخرى، سنية ومسيحية ودرزية، مبادرات أصغر نطاقاً مثل تطهير الأماكن العامة وتوزيع أغذية على المحتاجين وتعزيز الوعي.
واشترى حزب “التيار الوطني الحر” التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون، معدات فحص سريع من الصين لاستخدامها في عيادات متنقلة سيديرها.
بدوره، تبرع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط للمستشفيات بينما جهز حزبه “التقدمي الاشتراكي” مناطق للحجر الصحي لاستخدامها إذا تطلب الأمر.
وتشارك “حركة أمل” بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، في بعض جوانب حملة “حزب الله” كما تدير حملتها الخاصة. وأمر بري الحكومة بسداد المستحقات المتأخرة للمجالس المحلية لمساعدتها في مكافحة الفيروس على المستوى المحلي.
ووزع “تيار المستقبل” بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عبوات غذائية.
وقال فضل الله إن إجراءات “حزب الله” تشمل مركز اتصالات وثلاثة مراكز حجر بها 170 سريراً وتتسع لما يصل إلى ألف مريض و64 لجنة اجتماعية لمتابعة احتياجات الأسر المتضررة من الآثار الاقتصادية المترتبة على تفشي الفيروس.