أخبار عربية – سول
كشفت سجينة سابقة في معسكر الاعتقال كايشون، وهو سجن يقع شمال العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ، عن سلسلة من الممارسات الوحشية في السجن، بعد هروبها إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول.
وقالت السجينة السابقة، التي أطلقت على نفسها اسماً مستعاراً “كيم إيل-سون”، إن “كوريا الشمالية تستخدم جثث السجناء السياسيين كسماد لزراعة المحاصيل لحراس السجن وعائلاتهم، وإن الحراس اعتبروا ذلك طريقة ناجحة لتخصيب الأراضي الجبلية القاحلة حول معسكر السجن لزراعة الخضار التي شملت الملفوف والفجل والسبانخ”، على حد قولها.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الثلاثاء، أن السجينة السابقة أدلت بهذه الشهادة الصادمة عن سجن كايشون إلى لجنة حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية “HRNK”، بعد هروبها إلى سول، حيث تأتي شهادتها في الوقت الذي تواجه فيه كوريا الشمالية إدانة دولية واسعة، بعدما صعدت من تجاربها الصاروخية وسط تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقالت كيم إيل-سون: “الأراضي حول السجن مخصبة للغاية والزراعة هناك ناجحة جداً، لأن الأجسام البشرية المدفونة في باطنها تعمل كأسمدة طبيعية”، زاعمة أن بعض حراس السجن أشاروا إلى ضرورة دفن الجثث بالتساوي في جميع أنحاء الأرض حتى يتم تخصيب المنطقة بأكملها.
وأضافت: “لقد دفنوا الناس في الجبال على دفعة واحدة، وكان في المنطقة طفل يتبول، حيث رأوا إخراجه لأنهم نسوا تغطية الجثث بشكل صحيح”.
بدورها، أشارت اللجنة إلى أن ما يدعم صدق رواية الأسيرة السابقة هو عدم إدلائها عن وجود محرقة لحرق الجثث داخل السجن، بالإضافة لعدم رصد المحرقة في صور الأقمار الصناعية للسجن.
من جانبه، قال جريج سكارلاتو، المدير التنفيذي لـ”HRNK”: “إن الشهادة الجديدة ذكرتنا بأنه حتى في خضم جائحة كورونا الجديدة، لم يكن هناك فترة راحة لجرائم نظام كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية”، مضيفاً: “هذا النظام الحاكم حافظ على نفسه من خلال ارتكابه أعمالاً قاسية ولا يمكن تصورها ضد شعب كوريا الشمالية”.
وتابع قائلاً: “بينما يكافح العالم لمواجهة أزمة كورونا، يواصل نظام كيم جونغ أون ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بوحشية وإيذاء شعبه”.
وشرحت منظمة “HRNK” في تقريرها الجديد عن سجن كايشون، كيف يتم وضع السجناء القتلى في ماء ضحلة داخل حفر تم حفرها على عجل في الأرض، حيث تُغطى بطبقة رقيقة من التربة.
وقالت في تقريرها: “مع ذلك، إذا كان هناك الكثير من القتلى يقوم السجناء الناجون بحفر حفرة كبيرة كمنزل لقبر جماعي”، بحسب شهادة السجينة الهاربة إلى سول.
يذكر أن معسكر الاعتقال كايشون يعرف أيضاً باسم “معسكر إعادة التعليم رقم واحد”، حيث يقع على بعد حوالي 50 ميلاً شمال العاصمة بيونغ يانغ، ويعتقد أنه يحتجز ما بين 2000 و6000 سجين.
وعلى الرغم من الظروف الوحشية داخل أسواره، إلا أنه يضم السجناء من الجرائم الأقل خطراً في البلاد.
وكان سجين سابق يحمل اسم “لي سون أوك” أخبر لجنة حكومية أميركية في عام 2002 بأن “السجناء يواجهون 18 ساعة عمل يومياً، ويأكلون الفئران الخام للتغذية، كما يشارك كل 300 سجين في مرحاض واحد”.