رد أميركي “قوي” على هجوم قاعدة التاجي

أخبار عربية – بغداد

بعيد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد ليل الأربعاء الخميس، بأكثر من 15 صاروخاً، استهدفت ضربات جوية مقرات تابعة للحشد الشعبي وميليشيات موالية لإيران في سوريا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أدت الضربات في منطقة الحسيان بريف البوكمال قرب الحدود مع العراق، إلى مقتل 26 عنصراً من قوات الحشد الشعبي.

وأضاف أن 3 طائرات استهدفت قاعدة الإمام علي ومنطقة الحسيان في البوكمال السورية، والتي تتخذها الميليشيات الموالية لإيران مقرات عسكرية لها.

كما أشار إلى أن 10 انفجارات على الأقل دوت في المنطقة المذكورة.

في حين اعتبرت وسائل إعلام غربية ومحلية أن قصف البوكمال جاء رداً على استهداف معسكر التاجي الذي يضم قوات أميركية.

والبوكمال، حيث يوجد منفذ حدودي بين العراق وسوريا، تعد مدينة حاسمة بالنسبة لمساعي إيران من أجل تعزيز سطوتها المتنامية على ممر يمتد من طهران إلى بيروت.

وانتزعت قوات الحشد الشعبي العراقية المدعومة من إيران السيطرة على البوكمال المطلة على نهر الفرات من تنظيم “داعش” في أواخر عام 2017.

الرئاسة العراقية تدين الهجوم

من جانبها، دانت الرئاسة العراقية الهجوم على معسكر التاجي شمالي بغداد، الذي تسبب في مقتل 3 عسكريين من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقالت الرئاسة في بيان إنها “تدين الاعتداء الإرهابي على قاعدة التاجي العسكرية العراقية بقصف بصواريخ كاتيوشا، والذي أدى إلى خسائر في الأرواح وإصابات لعدد من المدربين والمستشارين ضمن قوات التحالف الدولي التي تعمل في العراق في نطاق محاربة الإرهاب، بدعوة من الحكومة العراقية”.

وأضاف البيان إن “هذا الاعتداء يعد استهدافاً للعراق وأمنه”، وأكدت الرئاسة “على ضرورة إجراء التحقيقات الكاملة للوقوف على خلفياته وتعقب العناصر المسؤولة عنه”.

وسبق لهجمات مماثلة استهدفت جنوداً ودبلوماسيين أميركيين أو منشآت أميركية في العراق أن أسفرت عن مقتل متعاقد أميركي وجندي عراقي.

ولم يتم تبني أي من هذه الهجمات، غير أن واشنطن تتهم فصائل عراقية موالية لإيران بالمسؤولية عنها.

وبعد يومين من مقتل أميركي في استهداف قاعدة عسكرية عراقية في كركوك بثلاثين صاروخاً في نهاية 2019، نفذت القوات الأميركية غارات على 5 قواعد، في العراق وسوريا، تتبع لفصيل مسلح موال لإيران، هو “كتائب حزب الله”.

وتبع ذلك اغتيال قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في ضربة أميركية في بغداد، ما أدى إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران التي ردت باستهداف قواعد عراقية تؤوي قوات أميركية.

ويضم التحالف الدولي الذي تشكل ضد تنظيم “داعش” في 2014 بقيادة الولايات المتحدة، عشرات الدول الأعضاء، ولا يزال آلاف الجنود في العراق.

وعلى الرغم من خسارة التنظيم المتشدد لكل الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق إلا أنه ما زال يحتفظ بخلايا نائمة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات.

وصوت البرلمان العراقي في الآونة الأخيرة على إخراج القوات الأميركية من البلاد، وعددها 5200 عنصر، حيث يقع على الحكومة تنفيذ هذا القرار، غير أن العراق يواجه مأزقاً سياسياً منذ عدة أشهر.

ولم يتم بعد استبدال الحكومة التي استقالت في ديسمبر، بسبب انعدام التوافق في البرلمان الذي يعد الأكثر تشتتاً في تاريخ العراق القريب.