أخبار عربية – بيروت
يشهد الشارع في لبنان تصعيداً جديد، مع بدء مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن بمحيط مقر البرلمان الذي سيشهد اليوم التصويت على الثقة بحكومة حسان دياب.
وبحسب الإعلام المحلي، حاول متظاهرون منع وزير البيئة دميانوس قطار من دخول مجلس النواب، وعمدوا إلى رشق سيارته بالبيض.
وتجمع المتظاهرون في وسط بيروت منذ ساعات الصباح الأولى، محاولين اقتحام الحواجز حول البرلمان. وعمدوا إلى رشق قوات الأمن بالحجارة وحطموا بوابة أمنية للوصول إلى مقر المجلس.
وردت العناصر الأمنية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ومحاولة منعهم من الوصول إلى مقر السراي الحكومي.
وفي الأثناء، تجري مواجهات بين متظاهرين والأمن عند قاعدة بيروت البحرية، حيث منع الجيش إقفال الطريق، ما أدى إلى تدافع كبير بين الجانبين.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن السلطات الأمنية تعمل على تأمين طريق للنواب للوصول إلى البرلمان من أمام مصرف لبنان.
وأشارت إلى أن مجموعة كبيرة من المحتجين وصلت إلى نقطة زقاق البلاط، وتحاول عناصر قوى الأمن والجيش منعها من الاقتراب باتجاه السراي الحكومي.
واضافت أن عملية كر وفر تحصل لا سيما وأن الجيش يمنع المتظاهرين من قطع الطريق.
واعتبر الجيش اللبناني أن الشغب والتعدي على الأملاك العامة والخاصة يشوه مطالب المتظاهرين. وكان الجيش أعلن على “تويتر” اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية في محيط مجلس النواب والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليه قبل جلسة الثقة. ودعا المواطنين إلى التجاوب مع التدابير المتخذة وعدم الإقدام على قطع الطرقات.
وكانت مختلف المناطق اللبنانية شهدت أمس دعوات متصاعدة للتظاهر اليوم في وسط بيروت، في محاولة لمنع النواب من الوصول إلى مبنى البرلمان، وذلك لمنع جلسة منح الثقة لحكومة حسان دياب من الانعقاد.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية، الاثنين، إن منظمي حراك مدينة صيدا، دعوا في بيان، إلى الإضراب العام الثلاثاء.
وطالبوا من “جميع القطاعات النقابية والمصرفية والتعليمية وغيرها، التعاون مساهمة منها بأكبر مشاركة بالتظاهرة الشعبية لمحاصرة مجلس النواب غداً، لنرفع الصوت عالياً بـ(لا ثقة)”.
كذلك دعا اللقاء النقابي في صيدا والجنوب، في بيان، “جميع العمال والمستخدمين والطلاب، وقطاعات الإنتاج المتضررة من سياسات الحكومات المتعاقبة، إلى الإضراب الشامل” اليوم، معتبراً أن “بيان الحكومة الجديدة امتداد لسابقاتها، مما يعني استمرار الأزمة وزيادة تفاقمها اقتصادياً واجتماعياً”.
كما دعا إلى “المشاركة في مسيرات الإستنكار أمام مجلس النواب لرفض الثقة لحكومة لا تمتلك قرارها”.
بدورهم، أصدر منظمو الحراكات في حلبا والعبدة والجومة والبيرة والسهل ورحبة والمحمرة شمالي البلاد، بياناً مشتركاً، دعوا فيه إلى “العصيان المدني” الثلاثاء استنكاراً “لتجاهل مطالب الشعب، واعتراضاً على التشكيلة الحكومية، وحجباً للثقة عنها”.
ودعوا “المؤسسات العامة والخاصة والمدارس والجامعات الرسمية والخاصة في عكار، إلى الالتزام بالإضراب العام والإقفال”. كما دعوا “اللبنانيين إلى المشاركة الكثيفة الثلاثاء في بيروت، لمنع وصول النواب إلى المجلس”.
وفي الأثناء، جاب ناشطون شوارع العاصمة بيروت وهم يدعون المواطنين عبر مكبرات الصوت للمشاركة في تظاهرة صباح الثلاثاء أمام البرلمان.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن وفوداً من الشمال والبقاع والشوف، بدأت بالوصول إلى وسط بيروت الليلة الماضية، للمبيت في ساحة الشهداء استعداداً لتحركات اليوم الرافضة إعطاء الثقة للحكومة، وأنه من المنتظر وصول المزيد من الحافلات والسيارات خلال الساعات القادمة.
تزامناً مع ذلك، أعلن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري أنه لم يحسم بعد موقفه من حضور جلسة البرلمان المقررة الثلاثاء لمنح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب.