أخبار عربية – القاهرة
شهد مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، موقفاً محرجاً بين الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر من جهة، والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة من جهة أخرى، بعد تطرق الأخير للحديث عن كتب التراث.
وقال الخشت في كلمته إنه “من الضروري تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية من القرآن وما صح من السنة النبوية، التجديد يقتضي تجديد طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويجب أن تقوم على رؤية عصرية للقرآن بوصفه كتاباً إلهياً يصلح لكل العصور والأزمنة”.
واستطرد قائلاً: “في القرآن الكريم هناك تعددية الصواب، فالقرآن به ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة، وظني الدلالة أكثر حتى تتعدد المعاني، لذا فالصواب ليس واحداً، وهو ما أكده الرسول صلى الله عليه في قضية صلاة العصر في بني قريظة”.
بينما جاء سبب الخلاف مع شيخ الأزهر عندما تطرق الخشت للحديث عن الإمام ابن حنبل، قائلاً: “هناك اتهام بالتشدد لابن حنبل، وأنا هنا أتكلم أمام المشايخ، سنجد أن لابن حنبل ثلاثة آراء في المسألة الواحدة، من أين جاءنا بالرأي الواحد والصواب والحقيقة الواحدة ولو كنت بقول غلط يقولوا، أنا هنا راوي”.
ورد شيخ الأزهر أحمد الطيب على رئيس جامعة القاهرة قائلاً: “كنت أود أن كلمة ستلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق عن التجديد في التراث، أن تكون هذه الكلمة معدة سابقاً ومدروسة، لا أن تأتي نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر، حضرتك قلت كرئيس للجامعة إن التجديد هو مثل أن تجدد منزل والدك تحبه دون أن تسكن فيه وتتركه لتسكن في بيت جديد”.
وأضاف: “هذا ليس تجديداً هذا إهمال وترك وإعلان الفرقة لبيت الوالد، التجديد في بيت الوالد يكون في بيته، ولكن أعيده مرة أخرى بما يناسب أنماط البناء المعاصرة”.
وتابع الشيخ الطيب: “الكلام عن التراث كلام عجيب، خسارة ما يقال عن التراث هذا مزايدة على التراث، هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم ونهول في تهوينه، التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل حضرتك قبل الحملة الفرنسية كيف كان يسير العالم الإسلامي كان يسير على قوانين التراث”.
وشدد الطيب على أن “الدول الإسلامية والحضارة التي تغيرت، وجاءت قوة فوق قوة كان التراث هو من يحمله، تصوير التراث بأنه يورث الضعف ويورث التراجع هذا مزايدة عليه”.
وأكمل: “نحن نحفظ من الإمام أحمد بن حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حداثية، والحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام هم يزايدون على التراث ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه تقديس، وهذا ما تعلمناه من التراث لم نتعلمه من الحداثة”.
واستطرد قائلاً: “الفتنة الكبرى من عهد عثمان هي فتنة سياسية وليست تراثية، وأنت كرئيس للجامعة يقتدي بك ويستمع لك طلاب، والسياسة تختطف الدين اختطافاً في الشرق والغرب، حين يريدون تحقيق غرض لا يرضاه الدين”.
واختتم قوله بأنه بينما نتحدث عن التجديد والتراث فإن “الحرب الحقيقية يا سيدي أن جامعاتنا منذ أكثر من قرن من الزمان، فيها الهندسة والطب، الزراعة، الصيدلة، الطيران، كليات العلوم، ومراكز البحث العلمي، نحن حتى الآن مش قادرين نصنع كاوتش سيارة”.