ردود أفعال عربية ودولية متباينة من خطة ترمب للسلام في الشرق الأوسط

أخبار عربية – بيروت

توالت ردود الأفعال المتباينة على الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، للسلام بالشرق الأوسط.

الأردن: السلام عبر فلسطين عاصمتها القدس الشرقية

وفي ردود الفعل العربية، أكدت وزارة الخارجية الأردنية، الثلاثاء، تمسكها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين، قائلة إن هذا هو سبيل السلام.

وأوضح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده تريد سلاماً حقيقياً وعادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما ينهي الاحتلال ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحمي مصالح الأردن.

وشدد الصفدي على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، في إطار حل شامل وفق الشرعية الدولية والمبادرة العربية.

وحذر الأردن من “الإجراءات الإسرائيلية الأحادية”، قائلاً إنها مدانة وتشكل خرقاً للقانون الدولي وأعمالاً استفزازية تدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد.

وأشار إلى أن الأردن سيستمر في تكريس كافة إمكاناتها لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية، بتوجيه مباشر من الملك عبدالله الثاني.

مصر تدعو للدراسة

ودعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترمب وفتح قنوات لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية.

وقالت الخارجية المصرية إنها تقدر “الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.

وأضافت الخارجية في بيان أن مصر ترى أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.

الإمارات: نقطة انطلاق مهمة

بدورها، قالت الإمارات إن خطة السلام في الشرق الأوسط، التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، توفر نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى مفاوضات دولية بقيادة الولايات المتحدة.

جاء ذلك في بيان للسفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، قال خلاله إن دولة الإمارات تقدر الجهود الأميركية المستمرة للوصول إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني.

وأضاف العتيبة أن الإمارات ترى “هذه الخطة هي مبادرة جادة تتناول العديد من القضايا التي أثيرت على مر السنين”.

وأكد السفير الإماراتي في واشنطن أن “الطريقة الوحيدة لضمان حل دائم هو التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف المعنية”.

وتابع: “تؤمن الإمارات العربية المتحدة أنه يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي”، معتبراً أن الخطة المعلنة اليوم من قبل ترمب تشكل نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده واشنطن.

السعودية: ندعم الجهود للوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

بدورها، جددت السعودية تأكيدها على دعم كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية السعودية، أكدت الرياض تقديرها لجهود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتطوير خطة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشجعت السعودية على البدء في ومفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية واشنطن.

وجاء في البيان: “اطلعت وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية على إعلان الإدارة الأميركية عن خطتها للسلام بعنوان رؤية السلام والازدهار ومستقبل أكثر إشراقاً، وفي ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وقد بذلت المملكة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ جهوداً كبيرة رائدة في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق والوقوف إلى جانبه في كافة المحافل الدولية لنيل حقوقه المشروعة، وقد كان من بين تلك الجهود تقديمها لمبادرة السلام العربية عام 2002م، وقد أكدت المبادرة ـ بوضوح ـ أن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف، وأن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي”.

وتابع البيان: “وتقدر المملكة الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترمب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتشجع البدء في ومفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأميركية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدماً للوصول إلى اتفاق يحقق الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة”.

بريطانيا: خطوة إيجابية

دولياً، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترمب الثلاثاء، إن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية.

وأضاف المتحدث: “ناقش الزعيمان اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام”.

كما قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن خطة السلام هي “بكل وضوح اقتراح جدي”. وأكد في بيان أن “اتفاقاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل”.

وحث راب الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين على النظر بإنصاف في الخطة. وقال: “هذا اقتراح جاد بكل وضوح ويعكس الوقت والجهد المكثف”.

وأضاف أن “الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يمكنهم تحديد ما إذا كانت هذه المقترحات تفي باحتياجات شعبيهما”.

وقال: “نشجع على بحث هذه الخطط بشكل حقيقي ومنصف واستكشاف ما إذا كانت تبرهن على أنها خطوة أولى على طريق العودة للمفاوضات”.

روسيا تدعو لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية

من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن “اقتراحات الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط هي واحدة من المبادرات”، مضيفة: “ليست واشنطن من يتخذ قرار التسوية”.

وشددت موسكو على أنه “يجب أولاً على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يبدوا رأيهم”.

ودعت روسيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الشروع في “مفاوضات مباشرة” لإيجاد “تسوية مقبولة للطرفين”.

وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لوكالات أنباء روسية: “يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية”.

وأضاف: “المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آراءهم”، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم بـ”دراسة” الخطة الأميركية.

تركيا: الخطة ولدت ميتة

في المقابل، رفضت تركيا خطة ترمب للسلام بوصفها محاولة لسرقة الأراضي الفلسطينية والقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن “هذه الخطة تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية”.

وأضافت أن مقترحات ترمب “ولدت ميتة”.

ألمانيا: السبيل الوحيد لإنهاء النزاع هو “حل يقبله الطرفان”

من جهته، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الحل “المقبول من الطرفين” هو وحده يمكن أن “يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين”.

وأضاف في بيان أن “الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها الآن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي”، معدداً ضمن هذه الأسئلة “مشاركة أطراف النزاع في عملية تفاوض”.

الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بالتفاوض على أساس حل الدولتين

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه “الثابت” بـ”حل الدولتين عن طريق التفاوض وقابل للتطبيق”.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان باسم دول التكتل، إن الاتحاد “سيدرس ويجري تقييماً للمقترحات المقدمة”.

وأضاف أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقاً، داعياً إلى “إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل” بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.

ودعا إلى “ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”.

وتابع: “يؤكد الاتحاد الأوروبي مجدداً استعداده للعمل من أجل استئناف مفاوضات جادة بهدف حل جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم وتحقيق سلام عادل ودائم”.

الأمم المتحدة تتعهد بدعم خطة سلام على أساس حدود ما قبل 1967

من جهته، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس يتعهد بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967.

واقترح الرئيس الأميركي، الثلاثاء، ما وصفه بـ”حل واقعي بدولتين” للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يشترط إقامة دولة فلسطينية “ترفض الإرهاب بشكل صريح”، وتجعل القدس “عاصمة لا تتجزأ لإسرائيل”.

وقال ترمب إن “رؤيتي تقدم فرصة رابحة للجانبين، حل واقعي بدولتين يعالج المخاطر التي تشكلها الدولة الفلسطينية على أمن إسرائيل”.

وأضاف أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تقوم إلا وفقاً “لشروط” عدة بما في ذلك رفض صريح للإرهاب. ويمكن أن تكون هناك “عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية”.

وتقول الخطة إن “قيام دولة فلسطينية يعتمد على احترام الفلسطينيين لحقوق الإنسان وحرية الصحافة ووجود قضاء نزيه وموثوق به”.

وتنص الخطة على أن “القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل”.

كما تدعو خطة ترمب إلى تمكن اللاجئين الفلسطينيين من العودة لدولة فلسطينية في المستقبل وإنشاء “صندوق تعويضات سخية”.

وتضمنت الخطة “ربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية”.