أخبار عربية – بيروت
دخلت قوات الجيش السوري، الثلاثاء، مدينة معرة النعمان، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وسط اشتباكات وقصف عنيف، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، منذ ديسمبر تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.
وتمكنت القوات الحكومية خلال الأيام الماضية من السيطرة على 23 قرية وبلدة في محيط معرة النعمان، الواقعة على الطريق الدولي، لتطبق الحصار عليها تدريجياً.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “أصبحت المدينة مطوقة بالكامل وبدأت قوات النظام عملية اقتحامها من الجهة الغربية”، مشيراً إلى أن اشتباكات يرافقها “قصف جوي روسي وسوري” تدور حالياً في القسم الغربي من معرة النعمان التي باتت شبه خالية من السكان.
وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات في مواجهة “هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي.
ودفع التصعيد منذ ديسمبر بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصاً معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمناً شمالاً، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء، 38 ألفاً فروا بين 15 و19 يناير، غالبيتهم من غرب حلب.
وتطرق لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، بالمبعوث الخاص لروسيا إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إلى التطورات في حلب وإدلب حيث “كان هناك اتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي لوضع حد للاعتداءات الإرهابية”، وفق ما نقل حساب الرئاسة السورية على تطبيق “تلغرام”.
ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى من خلال هجماتها الأخيرة في إدلب إلى استعادة السيطرة تدريجياً على الجزء الذي يمر في إدلب وغرب حلب من هذا الطريق، لتبسط سيطرتها عليه كاملاً.