أخبار عربية – بغداد
اعترف المدعو “أبو عبدالباري”، الشهير بـ”مفتي داعش البدين”، وفق خلية الإعلام الأمني العراقية، بتفاصيل عديد من الجرائم التي كان طرفاً فيها خلال مسيرته الإرهابية مع التنظيم، لاسيما الفترة الحرجة التي تولى فيها مهمة إصدار الفتاوى الدموية.
ومفتى “داعش”، وفق اعترافاته، مفصول من جامعة الموصل بسبب سلوكه المتطرف ودروسه الإرهابية بين الطلاب، لاسيما فتاوى “إخراج المسيحيين من الموصل.. سبي وبيع الإيزيديات.. قتل رجالهن.. تفجير جوامع، وقبور أنبياء”، من بينها تفجير جامع النبي يونس في أغسطس 2014.
وكان “أبو عبدالباري” يعمل إماماً وخطيباً في عدد من جوامع مدينة الموصل العراقية، قبل أن يصبح ضمن قيادات الصف الأول في تنظيم “داعش” الإرهابي، ورغم هيئته البدانة الشديدة التي دفعت معتقليه إلى نقله بشاحنة، فقد كان صاحب أكثر الفتاوى الإرهابية دموية.
ووفق التحقيقات التي أعلنتها خلية الإعلام الأمني العراقية، فقد اعترف مفتي “داعش” بدوره في تشكيل فصائل متطرفة تحمل السلاح لمواجهة قوات الأمن العراقية، وأفتى باستباحة الأجهزة الأمنية، وقتل عناصرها، ما يجعله شريكاً في المسؤولية عن اغتيالات وتفجيرات الفترة من 2006 إلى 2014.
ونقلت “العربية” عن التحقيقات أن مفتي “داعش” أسس مدرسة “عبدالله النعمة” التي تخصصت في تأهيل الإرهابيين، وأن أحد خريجيها كان المرافق الشخصي لزعيم “داعش” المقتول، أبوبكر البغدادي، فضلاً عن تخرج عديد من قيادات التنظيم من المدرسة نفسها.
وعمل مفتي “داعش” في ديوان “التعليم” التابع للتنظيم في ولاية نينوى العراقية، وكان مسؤولاً عن مركز الدورات المكثفة لقيادات إرهابية تؤدي مهام خاصة لصالح التنظيم، ووفق الاعترافات التي أدلى بها، فإن الدورة الواحدة للمركز كانت تخرج 50 إرهابياً.
وتولى مفتي “داعش” رئاسة ما يسمى بـ”المحكمة الشرعية”، التابعة لديوان القضاء والمظالم الداعشي في مدينة الموصل، التي أصدرت العديد من الأحكام والعقوبات التي أقرها التنظيم بحق مخالفيه، لاسيما عمليات الجلد والغرامة والرجم بحق أهل الموصل.
ووفق اعترافات “المفتي الداعشي” فهو متزوج، وله 5 أبناء، وأن نجليه عبدالباري وعبدالهادي ينتميان إلى التنظيم المتطرف، وتخصصا في تصوير الخطب التحريضية لوالدهما، وأن الأول حكم عليه بالسجن 5 سنوات، بينما حكم على نجله الثاني بالإعدام.
وخلال عمليات تحرير الموصل من التنظيم من قبل القوات العراقية، انتقل مفتي “داعش” للسكن في حي المهندسين، بمنطقة المثنى، ثم تنقل في مناطق عدة، وبقي متخفياً عن أنظار القوات الأمنية حتى إلقاء القبض في حي المنصور بالموصل مؤخراً.