أخبار عربية – بيروت
عاد الهدوء إلى وسط العاصمة اللبنانية بيروت، بعد المواجهات العنيفة التي شهدتها بين قوات الأمن والمتظاهرين، والتي أسفرت عن إصابة أكثر من 160 من الجانبين، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.
وكان الصليب الأحمر ذكر سابقاً أنه تم نقل ما يزيد على 40 من المصابين إلى المستشفيات، وإسعاف أكثر من 60 في المكان، وذلك فيما دعت قوى الأمن الداخلي على “تويتر” مجدداً جميع المتظاهرين السلميين إلى المغادرة فوراً من الأماكن التي تجري فيها أعمال شغب حفاظاً على سلامتهم.
وتحدثت قوى الأمن عن تعرض الجرحى من العناصر الأمنية للاعتداء في مستشفى الوردية ومستشفى الجامعة الأميركية من قبل بعض المشاغبين.
كما أكدت قوى الأمن أن من قام بإحراق خيم في ساحة رياض الصلح ليس من عناصر قوى الأمن الداخلي، كما جرى التداول على بعض وسائل الإعلام.
بدورها، اعتبرت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن تحول المظاهرات لاعتداء سافر على عناصر قوى الأمن والممتلكات أمر مدان وغير مقبول أبداً.
وكان المتظاهرون ألقوا المفرقعات النارية باتجاه القوى الأمنية في محيط ساحة النجمة، كما رموا الفواصل الحديدية تجاههم محاولين اقتحام السياج الحديدي.
وردت القوى الأمنية عبر إطلاق خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين.
واتهم محتجون قوى الأمن بإطلاق الرصاص المطاطي في محيط البرلمان، لذا قاموا برشق قوى الأمن بالحجارة.
يأتي ذلك فيما أفادت قوى الأمن الداخلي عبر حسابها على “تويتر” بإصابة عدد من عناصرها خلال المواجهات قرب أحد مداخل مجلس النواب، بعضهم عولج ميدانياً والبعض الآخر نقل إلى المستشفيات.
وتوافد آلاف المتظاهرين على شوارع بيروت، السبت، حيث ردد المحتجون شعارات بينها “الشعب يريد إسقاط النظام”، فيما نصبت قوات الأمن حواجز حديدية وأسلاكاً شائكة عند مداخل مجلس النواب، قبل أن تلجأ لاستخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
وتحت عنوان “لن ندفع الثمن” انطلقت مسيرات احتجاجية من أكثر من منطقة على أن تلتقي في محيط مجلس النواب من أجل إعادة تسليط الأضواء على مطالب الثورة الشعبية التي بدأت في 17 أكتوبر، تشكيل حكومة من المستقلين والاختصاصيين.
وتحت جسر الدورة في منطقة برج حمود، انطلقت مسيرة شعبية نحو مجلس النواب لتلتقي بمسيرات من مناطق أخرى.
كذلك، توافد المعتصمون إلى ساحة البربير قبل أن يتوجهوا في مسيرة إلى وزارة المال، ومن ثم جمعية المصارف فمجلس النواب.
ومن ساحة ساسين في الأشرفية، انطلقت تظاهرة نحو وزارة المالية في العدلية ثم جمعية المصارف.
أما شمالاً، فانطلق أكثر من 15 باصاً من طرابلس نحو وسط بيروت مع موكب كبير من السيارات من مناطق شمالية للمشاركة في التظاهرة أمام مجلس النواب.
وواكبت قوى الأمن المسيرات المتوجهة نحو وسط بيروت، وطلبت التعبير عن الرأي بشكل سلمي ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة.
ومنذ الاحتجاجات التي دفعت رئيس الوزراء، سعد الحريري، للاستقالة في أكتوبر الماضي، فشل لبنان في الاتفاق على حكومة جديدة أو خطة إنقاذ للاقتصاد المثقل بالديون، فيما فقدت الليرة اللبنانية نصف قيمتها تقريباً، وأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار وانهيار الثقة في البنوك.