أخبار عربية – بيروت
أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية، مساء الجمعة، أن شباناً قاموا برمي قنابل المولوتوف والحجارة إلى داخل باحة مصرف لبنان المركزي، في حين قام آخرون بإزالة الشريط الشائك من فوق الجدار الذي يفصل عن الباحة الداخلية، وسط انتشار لعناصر من القوى الأمنية في المكان.
واندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن اللبنانية، ليل الثلاثاء الماضي، أمام المصرف المركزي الواقع بمنطقة الحمرا في العاصمة بيروت.
وأدت تلك المواجهات إلى إصابة 47 عنصراً من قوى الأمن الداخلي من بينهم 4 ضباط، فيما جرى توقيف 59 شخصاً في الصدامات التي استمرت حتى فجر الأربعاء.
وأوضحت قوى الأمن الداخلي حينها، أن المتمركزين أمام المصرف المركزي قاموا برمي الحجارة والمفرقعات على العناصر الأمنية، كما أزالوا العوائق الخشبية وكسروا غرفة الحراسة أمام المصرف المركزي، محاولين الدخول باتجاه المصرف، قبل أن يتم منعهم.
وأوردت أنه “بعد الاستمرار في تحطيم الممتلكات العامة والخاصة في شارع الحمرا وأماكن متفرقة، أعطى المدير العام لقوى الأمن الداخلي أوامره بالعمل على إلقاء القنابل المسيلة للدموع وتفريق المحتجين”.
وقطع محتجون في لبنان، الجمعة، عدداً من الطرق الرئيسية في البلاد، فيما شهدت مناطق في البلاد إضراباً عاماً، ضمن “أسبوع الغضب” الذي بدأ الثلاثاء.
لا حكومة حتى الساعة
واندلعت شرارة الاحتجاجات في لبنان في 17 أكتوبر الماضي، بعدما أعلنت حكومة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري نيتها فرض ضرائب على مكالمات تطبيقات التواصل الفوري مثل “واتساب”.
وفي أواخر أكتوبر، استقال الحريري من منصبه تحت ضغط الاحتجاجات، وكلف الرئيس ميشال عون، حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة في ديسمبر الماضي.
وقالت مصادر سياسية لبنانية، الخميس، إن رئيس الوزراء المكلف يضع “اللمسات الأخيرة” على تشكيلته الحكومية.
وعجز دياب حتى الآن عن تشكيل حكومة كفاءات، فيما يقول المحتجون إن هذه الحكومة لا تلبي مطالبهم التي تشمل رحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالمسؤولية وراء التردي الاقتصادي واستشراء الفساد.
ورجحت المصادر أن تتضمن الحكومة 18 وزيراً يتوزعون بين “التيار الوطني الحر”، والثنائي الشيعي (“حزب الله” و”حركة أمل”) و”تيار المردة”، وحصة الرئيس المكلف و”اللقاء التشاوري”.
“التمويه لن يمر في واشنطن”
بدوره، اعتبر مستشار السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب في حملة انتخابات 2016 للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وليد فارس، أن أي حكومة تحقق الأهداف الاستراتيجية لـ”حزب الله” لن تكون مقبولة بالنسبة لإدارة ترمب.
وكتب فارس عبر حسابه على “تويتر”: “إذا تم تشكيل حكومة في لبنان تمثل الأهداف الاستراتيجية لحزب الله فسيعاملها فريق الرئيس ترمب ووزير الخارجية بومبيو كحكومة مرتهنة لحزب الله، بتقديري”.
وتابع قائلاً: “التمويه لن يمر في واشنطن”.
ورغم تراجع زخم الاحتجاجات في لبنان بمرور الوقت، فإن وتيرتها تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، حيث شهد وسط بيروت مواجهات أسفرت عن سقوط جرحى من المتظاهرين وقوات الأمن.