أخبار عربية – بيروت
تتواصل الاحتجاجات في عدة مناطق لبنانية، في اليوم الـ83 للثورة الشعبية التي انطلقت في أكتوبر الماضي، على الرغم من اتهامات أطلقها نشطاء لوسائل الإعلام المحلية بمحاولة التعتيم من خلال تقليص التغطية الإعلامية إلى درجة كبيرة في الأيام الماضية.
ونظم المتظاهرون اللبنانيون مسيرات جابت شوارع العاصمة بيروت، رافعين أعلام لبنان واللافتات ومرددين الشعارات المنددة بالفساد والطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.
وطالب المتظاهرون باستقلال القضاء وعدم خضوعه لأي تبعية أو ضغوط سياسية، قبل أن تتوقف المسيرات أمام مقر مجلس النواب بوسط العاصمة.
وجابت المسيرات ساحاتي الشهداء ورياض الصلح في وسط العاصمة، ثم انتقلت إلى عدد من المناطق لينضم إليها تباعاً المواطنون.
كما ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للسياسات التي تتبعها البنوك والقطاع المصرفي في البلاد، معتبرين أنها ساهمت بقدر كبير في الأزمة المالية والاقتصادية الحادة الراهنة.
وتجمع المتظاهرون في ختام المسيرات التي جابت الشوارع يوم أمس الاثنين، أمام مقر البرلمان في وسط بيروت، مرددين الشعارات التي تؤكد تمسكهم بالمطلب الذي رفعته الثورة بتشكيل حكومة من الاختصاصيين المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
وعمد المحتجون أيضا الى قطع العديد من الطرق الرئيسة في مناطق مختلفة، بحسب ما أفادت غرفة التحكم المروري عبر حسابها على “تويتر” صباح الثلاثاء.
وأفادت غرفة التحكم المروري عن قطه طريق حلبا أمام محطة بو ضاهر، وطرق العبدة وساحة النور والبداوي، بالإضافة إلى أوتوستراد المنية محلة عرمان في شمال البلاد.
أما في البقاع، قطع المحتجون الطرقات في تعلبايا وسعدنايل.
كما تم قطع السير على أوتوستراد جونية تحت جسر الصولديني باتجاه بيروت، وسُجلت حركة مرور كثيفة في المحلة، قبل أن تتم إعادة فتحه بعد وقت قصير.
وبحسب ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، فقد فتح الجيش اللبناني صباح اليوم الثلاثاء، معظم الطرق الدولية والرئيسية والفرعية التي قطعها المحتجون في طرابلس ومحيطها منذ ليل أمس وحتى ساعات الصباح الأولى، بالإطارات المشتعلة ومكعبات الباطون وحاويات النفايات، باستثناء الطريق العام في البداوي ومسارب ساحة النور التي لا تزال مقفلة منذ اندلاع الاحتجاجات.
وردد المحتجون هتافات تدعو إلى “العصيان المدني” وشل المؤسسات العامة والدوائر الحكومية.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر من العام المنصرم، تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق، ومتمسكة بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وتسببت الاحتجاجات والمأزق السياسي في وصول لبنان إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وحث المجتمع الدولي على تشكيل حكومة جديدة بسرعة لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وفتح المجال للمساعدات الدولية.