أخبار عربية – واشنطن/طهران
قُتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ومستشاره في العراق نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة أميركية استهدفت موكباً كان يقلهما داخل مطار بغداد، فجر الجمعة.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد الدولي قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق سيارتين وإصابة عدد من المواطنين، قبل أن يتضح أن السيارتين كانتا ضمن موكب سليماني الذي وصل إلى المطار سراً بطائرة قبل قتله، قالت وكالة “أسوشييتد برس” إنها وصلت من لبنان، فيما قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنها جاءت من سوريا.
وقبل إعلان مقتل سليماني والمهندس في الهجوم، أعلن الحشد الشعبي مقتل مدير العلاقات العامة فيه محمد الجابري.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر في الحشد أن خمسة أعضاء و”ضيفين” قتلوا في غارة جوية استهدفت سيارتين تقلانهم داخل مطار بغداد.
وأضاف المصدر أن أعضاء الحشد القتلى كانوا يرافقون “ضيوفاً مهمين” في المطار.
بدوره، أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل قائد “فيلق القدس” التابع له، قاسم سليماني، في قصف أميركي استهدف موكبه في مطار بغداد الدولي.
“بأمر من ترمب”
بدوره، غرد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعلم بلاده على “تويتر”، قبل دقائق من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أنها نفذت الهجوم بأمر من الرئيس.
وفي التفاصيل، أعلن البنتاغون أن الهدف من الضربة الأميركية كان ردع أي خطط إيرانية في المستقبل لشن هجمات ضد أميركا.
وأضافت الوزارة أن ترمب أمر بقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، بعد أن تأكد أن الأخير صادق على قرار الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد.
كما تابعت الوزارة أن سليماني و”فيلق القدس” كانا وراء مقتل المئات من الأميركيين وقوات التحالف الدولي.
كذلك لفتت إلى أن سليماني كان يخطط لهجوم على دبلوماسيين أميركيين في سفارة واشنطن في بغداد، وهو مسؤول عن عمليات إرهابية عديدة.
وأشار البنتاغون إلى أن الجيش الأميركي اتخذ “إجراءات دفاعية حاسمة” لحماية الأفراد الأميركيين في الخارج من خلال قتل قاسم سليماني، قائد قوة الحرس الثوري الإيراني.
وختمت بالقول أن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبها ومصالحها، أينما كانوا في جميع أنحاء العالم.
وأكد التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل المسؤول الأول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، فيما حمل الناطق باسم ميليشيات الحشد أحمد الأسدي “العدو الأميركي والإسرائيلي” مسؤولية قتل المهندس وسليماني.
وقالت هيئة الحشد الشعبي في بيان، الجمعة، إن جنازات رسمية ستقام غداً السبت لقتلى الضربة الأميركية.
ويأتي مقتل سليماني والمهندس، بعد ثلاثة أيام على هجوم غير مسبوق شنه مناصرون لإيران على السفارة الأميركية في بغداد.
من هو المهندس؟
والمهندس هو رسمياً نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي”، لكنه يعتبر على نطاق واسع قائد الحشد الفعلي، وأدرجت الولايات المتحدة اسمه على قائمتها السوداء.
أما سليماني، الجنرال الإيراني واسع النفوذ، فهو قائد “فيلق القدس” المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري، وهو أيضاً “رجل إيران الأول” في العراق.
وانسحب مناصرو إيران من محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، الأربعاء الماضي، لكن هجومهم غير المسبوق الذي تخلله رشق السفارة بالحجارة وكتابة عبارات على جدرانها وإضرام النيران حولها، أثار مخاوف من أن يتحول العراق إلى ساحة لتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.
“سيندمون على الأرجح”
وكان وزير الدفاع الأميركي، مارك أسبر، أعلن الخميس أنه يتوقع أن تقوم الفصائل الموالية لإيران في العراق بشن هجمات جديدة على القوات الأميركية، متوعداً بأن الولايات المتحدة “ستجعلهم يندمون” عليها.
وقال إسبر: “نشهد استفزازات منذ أشهر. هل أعتقد أنهم يمكن أن يقدموا على فعل شيء؟ نعم. وسيندمون على ذلك على الأرجح… نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا، ومستعدون لصد أية تصرفات سيئة أخرى من هذه الجماعات التي ترعاها وتوجهها وتمولها جميعاً إيران”.
وحذر من أنه “إذا علمت واشنطن بهجمات جديدة قيد التحضير فسنتخذ إجراءات وقائية لحماية القوات الأميركية ولحماية أرواح أميركية”.
وقال قائد الأركان الأميركي، الجنرال مارك ميلي، إن هجوم كتائب “حزب الله العراقي” على قاعدة كركوك كان هدفه “قتل أميركيين”، مضيفاً أن إطلاق 31 قذيفة “ليس إطلاق نار تحذيرياً، بل هدفه التسبب في أضرار والقتل”.
وأشار إسبر إلى أن كل ذلك “غير المعطيات.. ونحن على استعداد لفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن موظفينا ومصالحنا وشركائنا في المنطقة”.