أخبار عربية – بيروت
تتواصل ردود الأفعال العربية والدولية حول العملية الأميركية التي أدت إلى مقتل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فجر اليوم الجمعة في العاصمة العراقية بغداد.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، الجمعة، أن موسكو تعتبر مقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، في ضربة صاروخية أميركية ببغداد خطوة مغامرة، ستؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها.
وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية لوكالة “سبوتنيك”: “مقتل سليماني في ضربة صاروخية أميركية بضواحي بغداد نعتبرها خطوة مغامرة ستؤدي لزيادة التصعيد في المنطقة كلها. سليماني خدم بإخلاص للدفاع عن المصالح الوطنية لإيران”.
وأضاف المصدر الروسي: “نعرب عن خالص التعازي للشعب الإيراني”.
الصين تدعو لضبط النفس
كما ودعت الصين، الجمعة، إلى ضبط النفس من جميع الأطراف “وخصوصاً الولايات المتحدة” بعد مقتل قاسم سليماني في ضربة أميركية بالعراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين: “نحض الأطراف ذات الصلة، وخصوصاً الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر”.
فرنسا: التصعيد خطير
كما دعت فرنسا إلى “إحلال الاستقرار” في الشرق الأوسط بعد مقتل سليماني بضربة أميركية في بغداد، معتبرة بلسان وزيرة الشؤون الأوروبية في حكومتها أميلي دو مونشالان أن “التصعيد العسكري خطير دائماً”.
وقالت الوزير الفرنسية لإذاعة “إر تي إل” الجمعة: “نستيقظ في عالم أكثر خطورة. التصعيد العسكري خطير دائماً”، مضيفة: “عندما تجري مثل هذه العمليات نرى أن التصعيد متواصل بينما نرغب قبل كل شيء بالاستقرار وخفض التصعيد”.
وتابعت أن “كل الجهود التي تقوم بها فرنسا (…) في كل مناطق العالم هي التأكد من أننا نوجد شروط سلام وفي كل الأحوال شروط استقرار”.
وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان سيجريان محادثات خلال النهار “مع كل الفاعلين” في المنطقة، دون إضافة أي تفاصيل.
وأكدت أنه “على المستوى الأوروبي يجب أن نعمل في أطر تعددية جماعية وتجنب أن تقوم القوى، ضد بعضها البعض، بلعبتها بطريقة لا يمكن التكهن بها”.
العراق يدين
بدوره، أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، عادل عبد المهدي، اغتيال قاسم سليماني، داعياً البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لاتخاذ “القرارات التشريعية الضرورية” في إشارة إلى التصويت على إخراج القوات الأميركية من البلاد.
وقال عبد المهدي في بيان، اطلعت عليه وكالة “الأناضول”: “ندين بأقصى درجات الإدانة والاستنكار، إقدام الإدارة الأميركية على عملية اغتيال الشهيدين الحاج أبي مهدي المهندس، والحاج قاسم سليماني، وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى”.
وأضاف: “لقد كان الشهيدان رمزين كبيرين في تحقيق النصر على داعش”، مشيراً إلى أن “اغتيال قائد عسكري عراقي يشغل منصباً رسمياً، يعد عدواناً على العراق دولة وحكومة وشعباً”.
واعتبر عبد المهدي أن “القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية، أو من بلد شقيق على الأرض العراقية، يعد خرقاً سافراً للسيادة، واعتداءً صارخاً على كرامة الوطن، وتصعيداً خطيراً يشعل فتيل حرب مدمرة في البلاد والمنطقة والعالم”.
واستطرد قائلاً: “ما حصل هو خرق فاضح لشروط تواجد القوات الأميركية في العراق، ودورها الذي ينحصر بتدريب القوات العراقية ومحاربة داعش، ضمن قوات التحالف الدولي، وتحت إشراف وموافقة الحكومة”.
وبيّن أنه “وجه دعوة رسمية إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب، استناداً إلى أحكام المادة (58) من الدستور، من أجل تنظيم الموقف الرسمي، واتخاذ القرارات التشريعية والإجراءات الضرورية المناسبة، بما يحفظ كرامة العراق وأمنه وسيادته”.
ويبدو أن عبد المهدي، كان يشير إلى اتخاذ البرلمان قراراً بإلغاء اتفاقية بين العراق والولايات المتحدة، تمهيداً لإخراج الجنود الأميركيين من البلاد.
سوريا: عدوان غادر
بدورها، أدانت الحكومة السورية اغتيال سليماني والمهندس وعدد من كوادر الحشد الشعبي في قصف لطائرات أميركية طالت مواقع لهم قرب مطار بغداد، واعتبرته تصعيداً خطيراً كبيراً للأوضاع في المنطقة.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية: “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات العدوان الإجرامي الأميركي الغادر الذي أدى إلى استشهاد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي وعدد من كوادر الحشد والذي يشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في المنطقة”.
وأضاف المصدر أن “هذا العدوان الغادر الذي يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية يؤكد مجدداً مسؤولية الولايات المتحدة عن حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق وذلك في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة بهدف الهيمنة عليها وتمكين الكيان الصهيوني الغاصب من بسط سيطرته على المنطقة”.
ترمب يحتفل
في المقابل، غرد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وكأنه منتصر بنشر علم بلاده فقط على “تويتر”، بعد وقت قصير من الضربة الأميركية التي قتلت سليماني فجر الجمعة.
وجاءت تغريدة ترمب بعد عملية اغتيال منظمة تمت باستخدام الطائرات، واستهدفت عدداً من قيادات وأعضاء في الحشد الشعبي، أثناء خروجهم من مطار بغداد الدولي من البوابة الجنوبية برفقه وفد غير عراقي، حيث أشارت الأنباء إلى تواجد بعض من القيادات الإيرانية من الحرس الثوري.
وتسبب الاستهداف الصاروخي بمقتل قائد “فيلق القدس”، قاسم سليماني، والرجل الثاني بميليشيات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، ومسؤول مديرية العلاقات في الحشد، محمد الجابري، ومسؤول الآليات، حيدر علي.
كما خلفت العملية أيضاً عدداً من الجثث المتفحمة لم يتم التعرف عليها حتى الآن.
على جانب آخر، تواردت أنباء عن مقتل محمد الكوثراني، القيادي في “حزب الله” اللبناني ومسؤول ملف العراق في الحزب إثر الاستهداف، الأمر الذي نفاه الحزب في بيان رسمي.
وأصدرت العلاقات الإعلامية في “حزب الله” بياناً جاء فيه أنه “يتم التداول على بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شائعات عن سقوط شهداء لبنانيين في الغارة الأميركية العدوانية على العراق، إن العلاقات الإعلامية في حزب الله تؤكد أن كل ما يتم تداوله من شائعات بهذا الخصوص غير صحيح بتاتاً”.
وتأتي أحداث مطار بغداد الدولي بعد يومين على اعتداء موالون لإيران على السفارة الأميركية في بغداد، عقب ضربات جوية أميركية لقواعد تابعة لكتائب “حزب الله العراقي”.