أخبار عربية – أنقرة
ذكرت أربعة مصادر تركية، الاثنين، أن تركيا تدرس إرسال مقاتلين سوريين متحالفين معها إلى ليبيا، في إطار دعمها العسكري المزمع لحكومة الوفاق في طرابلس التي يقودها فايز السراج.
وقال مسؤول تركي كبير لوكالة “رويترز”: “تركيا لا ترسل حالياً (مقاتلين من المعارضة السورية) إلى ليبيا. لكن يجري حالياً إعداد تقييم وتنعقد اجتماعات في هذا الصدد، وتوجد رغبة نحو المضي قدماً في هذا الاتجاه”.
وأضاف المسؤول أنه “لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بشأن عدد الأفراد الذين سيتم إرسالهم إلى هناك”. ولم يتضح ما إذا كان إرسال هؤلاء المسلحين إلى ليبيا سيتم ضمن خطة لنشر قوات تركية في ليبيا يدرسها البرلمان الخميس المقبل.
وأعلن حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في وقت سابق، إنه يعارض مشروع قانون يهدف للسماح بنشر قوات في ليبيا، معتبراً أن مثل هذا التحرك سيفاقم الصراع هناك ويؤدي لانتشاره في المنطقة.
ويأتي هذا التطور بعد يومين فقط من كشفت تقارير إخبارية عن وصول مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، جندتهم تركيا للقتال إلى جانب الميليشيات الداعمة لحكومة فايز السراج في العاصمة طرابلس.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى ارتفاع عدد المجندين، الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب إلى ما لا يقل عن 1600 “مرتزق” من مقاتلي فصائل “السلطان مراد” و”سليمان شاه” و”فرقة المعتصم” الموالية لتركيا، من خلال مواكبته لعملية نقل المقاتلين التي تقوم بها أنقرة من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية.
وأضاف المرصد أنه جرى نقل المجندين من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم، في الوقت الذي تتواصل فيه عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع، إذ إن العملية مستمرة بشكل مكثف على الرغم من التركيز الكبير عليها إعلامياً وسياسياً.
وكان المرصد السوري نشر أمس الأحد، أن عدد المقاتلين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن بلغ 300 شخص، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ ما بين 900 و1000 مجند.
وأضافت المصادر أن “الراتب المطروح من جانب تركيا يتراوح بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر مقابل التوجه إلى طرابلس في ليبيا، وكلما طالت المدة زاد الراتب الذي يتلقاه المقاتل، وبعض المجندين والمقاتلين الذين انتقلوا إلى ليبيا عناصر سابقون من فصيل (حركة حزم)، ممن انضموا إلى فصائل (سيلمان شاه) و(السلطان مراد) وفصائل أخرى متواجدة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية في سوريا”، وذلك بعد حل “حركة حزم” قبل عدة سنوات.
بدورها، نقلت صحيفة “العرب” الدولية، السبت الماضي، عن مصادر ميدانية وسياسية، قولها إن حوالي ألف مسلح وصلوا من سوريا إلى طرابلس عبر تركيا مؤخراً للقتال في صفوف ميليشيات حكومة الوفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن نقل المسلحين المرتزقة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا، كان من خلال رحلات على متن الخطوط الليبية والخطوط الأفريقية، مشيرة إلى أن آخر رحلة لشركة الخطوط الأفريقية هبطت في مطار معيتيقة في طرابلس.
ووقعت تركيا اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة السراج، أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.
وصدق البرلمان التركي على اتفاق للتعاون العسكري والأمني مع حكومة السراج، ويستعد لمناقشة مشروع قرار الخميس المقبل لإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
وتواصل قوات الجيش الوطني الليبي منذ 4 أبريل الماضي، حملة لاستعادة طرابلس من حكومة الوفاق.
وتمكن الجيش من إحراز تقدم خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أعلن سيطرته الكاملة على طريق المطار، ومنطقة خزانات النفط، إلى جانب جسري الفروسية ومعسكر النقلية.
وأكد الجبيش الليبي أنه سينهي معركة قلب طرابلس بطرد الميليشيات منها.
ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج.