أخبار عربية – بغداد
دعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء الركن عبد الكريم خلف، الجمعة، المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات.
وقال خلف لوكالة الأنباء العراقية “واع” إن “القوات الأمنية تقف مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة، وتؤمن لهم الحماية في مناطق محددة للتظاهر في المحافظات وبغداد”، داعياً “المتظاهرين إلى مساندة القوات الأمنية لاعتقال المخربين الذين يقومون بقطع الشوارع وحرق المؤسسات، فضلاً عن تخريب المحال التجارية”.
كما اعتبر أن من يقوم بأعمال تخريب وقطع طرقات لا يعتبر متظاهراً بل مخرباً.
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت، في وقت سابق، أن القوات الأمنية مستمرة بتأمين أماكن التظاهرات السلمية مهما بلغت أعداد المتظاهرين، من دون احتكاكها معهم.
يذكر أنه قبل أيام قليلة، عمد عدد من المتظاهرين في بغداد إلى ترك بعض الساحات في العاصمة، وحصر تواجدهم في ساحة التحرير وسط بغداد.
وأمس الخميس، أغلق عدد من المتظاهرين طرقاً في بغداد ومدن في جنوب العراق، بالإطارات المشتعلة، وسط احتجاجات غاضبة ضد القادة السياسيين، الذين ما زالوا يتفاوضون للبحث عن مرشح بديل عن رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبد المهدي.
وتصاعدت سحب الدخان خلال ساعات الليل في سماء مدن بينها البصرة والناصرية والديوانية، وعلى امتداد طرق رئيسية وجسور تقطع نهر الفرات، بحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وعند الصباح، رفعت الحواجز عن بعض الطرق، بعد ساعات من قطعها لإعاقة وصول الموظفين إلى مواقع عملهم، بينها طريق يؤدي إلى ميناء أم قصر، في أقصى جنوب العراق، ويستخدم للاستيراد بصورة رئيسية.
وسببت هذه القطوعات اختناقات مرورية وشللاً على طرق رئيسية داخل وخارج عدد كبير من المدن، كما هو الحال في العاصمة بغداد التي تعد ثاني أكبر العواصم العربية من حيث عدد السكان.
وفي الناصرية، أحرق متظاهرون مجدداً مبنى المحافظة الذي تعرض لحرق خلال الأيام الماضية، في حين تشهد المدينة احتجاجات منذ ثلاثة أشهر. كما قطعوا طرقاً وجسوراً مهمة هناك.
إلى ذلك، أحرق متظاهرون في الديوانية، مقراً جديداً لأحد الفصائل المسلحة الموالية لإيران واستمروا بقطع طريق رئيسي يربط المدينة بمدن أخرى في جنوب العراق.
يذكر أن موجة الغضب تصاعدت منذ يوم الأحد، بعد أسابيع من الهدوء، في ظل حراك جماهيري رافض لتسمية الأحزاب لمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة خلفاً لعبد المهدي، الذي استقال مطلع ديسمبر.
وشهد العراق منذ الأول من أكتوبر تظاهرات حاشدة رفضاً للمحاصصة والفساد، وللطبقة السياسية الحاكمة، والأحزاب، وجوبه المحتجون في عدة مناطق بالعنف والقمع، ما أدى إلى مقتل المئات.
ففي أحدث حصيلة للقتلى، أعلن رئيس المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، عقيل الموسوي، الأربعاء، أن عدد قتلى التظاهرات بلغ نحو 489 قتيلاً، بينهم حوالي 15 من العناصر الأمنية، منذ بداية أكتوبر الماضي.