أخبار عربية – بيروت
أعلن سعد الحريري، الأربعاء، رفضه تشكيل الحكومة المقبلة في لبنان، قائلاً إن كتلة “المستقبل” التي يتزعمها ستجتمع غداً، وتحسم مرشحها لرئاسة الحكومة.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في بيان أنه لن يكون مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة، وسيتوجه غداً الخميس للمشاركة في الاستشارات النيابية على هذا الأساس “مع إصراري على عدم تأجيلها بأي ذريعة كانت”.
وفي بداية بيانه، قال الحريري: “منذ أن تقدمت باستقالتي قبل 50 يوماً تلبية لصرخة اللبنانيين واللبنانيات سعيت جاهداً للوصول إلى تلبية مطلبهم بحكومة اختصاصيين رأيت أنها الوحيدة القادرة على معالجة الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها بلدنا”.
وتابع: “لما تبين لي أنه رغم التزامي القاطع بتشكيل حكومة اختصاصيين، فإن المواقف التي ظهرت في الأيام القليلة الماضية من مسألة تسميتي هي مواقف غير قابلة للتبديل (..) وقد دعوت كتلة المستقبل النيابية للاجتماع صباح الغد لتحديد موقفها من مسألة التسمية”.
يذكر أن الحريري قد أعلن استقالته في 29 أكتوبر عقب أسبوعين من بدء الاحتجاجات الشعبية، وذلك في تلبية لأحد مطالب المتظاهرين الذين يصرون على تشكيل حكومة كفاءات “تكنوقراط” تشرف على وضع قانون انتخابات جديد بغية إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعيداً عن المحاصصة السياسية والطائفية، ومحاسبة كافة رموز الفساد في العقود الأخيرة المنصرمة.
ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق، ومتمسكة بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وكان نبيه بري رئيس مجلس النواب، وسعد الحريري حذرا من الصراع، الثلاثاء، بعد وقوع اشتباكات بين أنصار جماعتي “حزب الله” و”حركة أمل” من جهة، وقوات الأمن من جهة أخرى، مما أثار مخاوف من زيادة الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
وحث بري والحريري، في بيان بعد اجتماعهما، اللبنانيين “على التحلي بالوعي واليقظة في هذه المرحلة، وعدم الانجرار نحو الفتنة التي يدأب البعض على العمل جاهداً نحو جر البلاد للوقوع في أتونها، التي لا يمكن أن تواجه إلا بالحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية ونبذ التحريض”.
وشدد البيان على أن ” الحاجة الوطنية باتت أكثر من ملحة للإسراع بتشكيل الحكومة”.
وكانت قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع في وسط بيروت لتفريق أنصار “حركة أمل” التي ينتمي إليها بري، وحليفتها جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران.
وقال شهود إن مئات الشبان انطلقوا على دراجات نارية في وسط بيروت، وهم يرددون “شيعة شيعة”، ويلوحون براياتهم الحزبية. وأشعل الشبان النار في إطارات سيارات، ورشقوا قوات الأمن بحجارة ومفرقعات.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن السبب وراء أعمال الشغب الأخيرة هو مقطع فيديو لشاب لبناني يقيم في الخارج، تضمن كلاماً مذهبياً ومسيئاً لرموز من الطائفة الشيعية.