الأمم المتحدة تدعو لإجراء تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين في لبنان

أخبار عربية – بيروت

اعتبرت الأمم المتحدة أن تأجيل الحل السياسي في لبنان يفتح الباب أمام التلاعب السياسي، داعية لإجراء تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين يومي السبت والأحد، حيث شهدت ساحات العاصمة بيروت وشوارعها تصعيداً ممنهجاً ضد الحراك.

ولفت المنسق الخاص للأمم المتحدة في ​لبنان،​ يان كوبيتش، تعليقاً على تأجيل ​الاستشارات النيابية​ الملزمة إلى يوم الخميس، إلى أن “تأجيلاً آخر للمشاورات البرلمانية. يعد علامة على أنه بعد أحداث وبيانات الأيام الأخيرة بدأ السياسيون يدركون أنهم لا يستطيعون إهمال صوت الناس، أو أن هذا يعد محاولة أخرى لكسب الوقت للعمل كالمعتاد، لمنع انهيار ​الاقتصاد​. هذا المسار لا يشكل خطراً على السياسيين فقط، بل هو أكثر خطورة بالنسبة إلى لبنان وشعبه”.

وركز كوبيتش في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي على أن “​العنف​ والاشتباكات التي وقعت في نهاية الأسبوع، أظهرت مرة أخرى أن تأجيل الحل السياسي للأزمة الحالية، يخلق أرضية خصبة للاستفزازات والتلاعب السياسي”، مؤكداً أنه “من الضروري إجراء تحقيق في الحوادث وأيضاً في استخدام ​قوات الأمن​ للقوة المفرطة، وكذلك لمنع الانزلاق نحو سلوك أكثر عدوانية”.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الرئيس ميشال عون، أجل الاستشارات النيابية للخميس القادم، وذلك لمزيد من التشاور.

وقالت الرئاسة اللبنانية في تغريدة على حسابها في “تويتر”: “الرئيس عون تجاوب مع تمني الرئيس الحريري تأجيل الاستشارات النيابية إلى الخميس 19 ديسمبر، لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة”.

ومساء أمس الأحد، غطى دخان الغاز المسيل للدموع وسط العاصمة بيروت في الوقت الذي طاردت فيه قوات الأمن محتجين قرب مبنى البرلمان اللبناني، في ثاني يوم من الاشتباكات بالشوارع والتي أدت إلى سقوط عشرات الجرحى.

وحاول مناصرو “حركة أمل” و”حزب الله” اقتحام ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط بيروت، وأفادت تقارير صحفية بإطلاق عيارات نارية بشكل كثيف، إلا أن القوى الأمنية تصدت لهم.

وفي تغريدة على “تويتر”، أشارت قوى الأمن إلى أنها استمرت بضبط النفس لمدة ساعة ونصف الساعة وهي تتعرض للاعتداء بالحجارة والمفرقعات النارية منها ما هي صنع يدوي وتحتوي على كرات صغيرة من قبل المندسين، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوفها فأعطت الأوامر لعناصر مكافحة الشغب باستعمال القنابل المسيلة للدموع لإبعاد المعتدين.

ومثلت تلك أعنف اضطرابات في بيروت خلال موجة تاريخية من الاحتجاجات التي اجتاحت لبنان منذ 17 أكتوبر ودفعت سعد الحريري للاستقالة من رئاسة الحكومة.

وكانت الأمانة العامة للجامعة العربية عبرت، الأحد، عن قلقها إزاء أنباء الاشتباكات المتزايدة التي وقعت في لبنان مؤخراً.

وأكد مصدر بالجامعة أن الأمانة تهيب بكافة الأطراف اللبنانية وقوى الأمن والجيش اللبناني بضرورة الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن أي مظاهر للعنف، حفاظاً على الاستقرار والسلم الأهلي اللبناني، والحيلولة دون الانزلاق نحو ما يهدد المصلحة الوطنية العليا، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.

ويطالب المتظاهرون اللبنانيون برئيس جديد مستقل للحكومة “لا ينتمي إلى الأحزاب السياسية القائمة”.