أخبار عربية – بيروت
ساد هدوء حذر في بيروت، صباح الأحد، بعد تجدد المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن وسط العاصمة اللبنانية في اليوم الستين من الثورة الشعبية في البلاد.
وشهدت بيروت، ليل السبت، أعنف ليلة منذ السابع عشر من أكتوبر الماضي، لجأت خلالها قوة مكافحة الشغب إلى إطلاق كميات هائلة من قنابل الغاز المسيل للدموع، واستخدمت خراطيم المياه لتفرقة المتظاهرين.
وقامت مجموعات مدنية تابعة لشرطة المجلس بالاعتداء على المتظاهرين بالعصي والهراوات، فيما وصلت حصيلة الجرحى في صفوف المتظاهرين إلى 90 جريحاً، بعضهم تمت معالجتهم في المكان، والبعض الآخر نقلوا إلى مستشفيات المنطقة.
واستنكرت جمعيات حقوقية العنف المفرط المستخدم ضد المتظاهرين وصمت وزارة الداخلية وتسلل جماعات حزبية بلباس مدني من أصحاب القمصان السود إلى ساحة التظاهرات للاعتداء على المتظاهرين السلميين، أمام أعين الجيش وقوى أمن الداخلي ووسائل الإعلام.
وعشية الاستشارات النيابية المقررة صباح الاثنين في قصر بعبدا ووسط حديث عن إعادة تكليف سعد الحريري، وجهت الدعوات لتظاهرات مركزية رفضاً لعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة.
من جهتها، قالت مجموعة “لحقي” في بيان: “في الوقت الذي تزداد فيه أعداد الجرحى والمعتقلين جراء القمع الوحشي الذي تمارسه قوى الأمن من حرس مجلس النواب ومكافحة الشغب والجيش، وتقاعس قوى الأمن عن حماية المتظاهرين بوجه شبيحة أحزاب السلطة، تزداد عزيمتنا ويزداد يقيننا بأحقية الثورة”.
ودعت “لحقي” إلى المشاركة في التظاهرات اليوم الأحد وتركيز الضغط في العاصمة بيروت، حيث تتعرض ساحات الثورة لأبشع أنواع القمع والتنكيل.
يذكر أن لبنان يشهد منذ 17 أكتوبر الماضي تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق، ومتمسكة بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة.