43 جريحاً في اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين أمام برلمان لبنان

أخبار عربية – بيروت

أطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، مساء السبت، على متظاهرين في بيروت حاول بعضهم اقتحام حي وسط العاصمة اللبنانية.

وتجمع مئات الأشخاص في محيط مجلس النواب، في إطار موجة من الاحتجاجات تجتاح لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي، للتعبير عن غضبهم من النخبة الحاكمة التي قادت البلاد نحو أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.

وأدى الإطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع إلى إصابة بعض المتظاهرين، ورد المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة ليصاب بعضهم أيضاً.

وبحسب “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، حاول متظاهرون الدخول إلى ساحة النجمة للاعتصام أمام البرلمان، وقد انتزعوا الحواجز الحديدية لكن عناصر القوى الأمنية أعادوها إلى مكانها.

وحصل توتر تخلله إطلاق قنابل مسيلة للدموع، فيما عمد بعض المحتجين إلى انتزاع أحواض المزروعات وكل ما طالته أيديهم، ووضعها كحاجز بينهم وبين العناصر الأمنية.

وذكرت الوكالة أن واجهات محال وسط بيروت تعرضت للتحطيم، وطالب أصحاب المحلات بالحماية.

كما لا يزال التوتر يسود وسط بيروت، خصوصاً عند مدخل ساحة النجمة، في وقت وصلت قوة من مكافحة الشغب إلى المنطقة.

إلى ذلك، أدت القنابل المسيلة للدموع إلى إصابة عدد من الأشخاص بحالات إغماء عمل عناصر الصليب الأحمر اللبناني على إسعافهم.

وقال الصليب الأحمر على “تويتر” إنه تم نقل 10 إصابات إلى مستشفيات المنطقة، إضافة إلى إسعاف 33 آخرين في المكان.

هجوم أنصار “حزب الله” و”أمل”

وشهد وسط بيروت، بعد ظهر السبت، مواجهات بين شبان مناوئين للمتظاهرين ضد الطبقة السياسية، وقوات الأمن التي تعرض عناصرها للرشق بالحجارة والمفرقعات المشتعلة، قبل أن ترد بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وجاءت هذه المواجهات غداة دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، مناصري حزبه وحليفته “حركة أمل” إلى “ضبط الأعصاب”، بعد تكرار حوادث مماثلة وصدامات مع القوى الأمنية من جهة، ومع المتظاهرين الذين يطالبون منذ شهرين برحيل الطبقة السياسية، من جهة ثانية.

وهاجم عشرات الشبان القادمين سيراً من منطقة الخندق الغميق وسط بيروت القريب، حيث عملوا على تخريب لافتات رفعها المتظاهرون في وقت سابق وحرقها في وسط الطريق.

ثم حاولوا دخول خيم موضوعة في ساحة الشهداء، مرددين هتافات “شيعة شيعة”، وفق ما نقلت شاشات تلفزة محلية.

وإثر ذلك، تدخلت قوات الأمن لمنعهم من التخريب، قبل أن تشهد الساحة عمليات كر وفر بين الطرفين، تطورت ببدء الشبان رمي عناصر الأمن بالحجارة ومفرقعات نارية ثقيلة وإطلاق الشتائم، وفق ما أفاد مصور وكالة “فرانس برس”.

وعمدت قوات مكافحة الشغب إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وتمكنت من دفعهم للعودة إلى المنطقة التي قدموا منها، بينما أصيب متظاهرون بالقرب من البرلمان بحالات اختناق.

ونقلت قناة “إل بي سي آي” التلفزيونية أن إمام حسينية الحي وجه نداءات عبر مكبرات الصوت باسم “حزب الله” و”أمل” لـ”الانضباط”، مطالباً الشبان بالعودة إلى منازلهم.

نصرالله يدعو إلى “ضبط النفس”

وكان نصرالله أقر، في خطاب عبر الشاشة، الجمعة، بحصول “حالات انفعال وغضب خارج السيطرة”. وأكد توافق قيادتي “حزب الله” و”حركة أمل” على وجوب أن “نحفظ الهدوء، يجب أن لا ننجر إلى مشكلة، إلى أي توتر”.

وتابع: “الانفعال يجب أن يُضبط، ويجب أن نكون على مستوى عال جداً من ضبط النفس، وألا نعطي لا لأعدائنا ولا لخصومنا ولا للمتربصين بنا مادة للإساءة أو للاستفادة السيئة منها”.

يذكر أن لبنان يشهد منذ 17 أكتوبر الماضي تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، في ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق، ومتمسكة بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، على وقع أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته في 29 أكتوبر. ولم تتمكن القوى السياسية من التوافق على تسمية خلف له حتى الآن، في وقت يطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية والسلطة الحالية.

وحدد الرئيس ميشال عون، الاثنين، موعداً لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس للحكومة المقبلة، بعد تأجيل لأسبوع جراء تعثر القوى السياسية في الاتفاق على مرشحين تم تداول أسمائهم.

وأكد نصرالله أنه “حتى هذه اللحظة، لم تتوافق الكتل النيابية على اسم”، آملاً أن “يحصل تكليف لمن تختاره أكثر الأصوات لتشكيل الحكومة”، إلا أنه نبه في الوقت ذاته إلى أن “عملية التأليف لن تكون سهلة”.

وفي بلد يقوم على المحاصصة الطائفية كلبنان، غالباً ما يتم التوافق على اسم رئيس الحكومة قبل موعد الاستشارات التي تأتي شكلية.