أخبار عربية – بيروت
أكد السفير الروسي في لبنان، ألكسندر زاسيبكين، عدم ترحيب موسكو بما يتخلل الاحتجاجات من قطع للطرق، ودعا للإسراع في إيجاد حل عبر الحوار، تجنباً لتحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف.
وقال زاسيبكين في حديث تلفزيوني: “موقفنا دائماً هو أننا نعتبر أن (الثورة المهرجانية والفولكلورية) يمكن أن تتحول إلى أشياء مأساوية، ويجب الاستعجال من قبل السلطة والتحرك لترتيب الأمور اليوم قبل غد… إن لم يتم تشكيل الحكومة بشكل عاجل ستزداد المشاكل”.
وأوضح زاسبيكين أن هناك مطالب واضحة من قبل المحتجين تتعلق بالفساد والحالة الاقتصادية، ولا بد من التركيز على بحث هذه المطالب تحديداً، دون تحميل الحوار “ما لا يقوى عليه من قضايا خلافية سياسية كبرى”، مثل سلاح “حزب الله”، ما قد يحبط جهود تسوية الأزمة برمتها.
وعبر عن ثقته بأن “الحراك الحالي حالة اجتماعية قوية لكنها حالة جزء من الشعب، وليس كله ولا يمكنه التحدث باسم الشعب كله”، على حد قوله، مضيفاً أن روسيا تريد دائماً إيجاد الحل من خلال الحوار الوطني في إطار مؤسسات الدولة.
ورفض زاسيبكين النظر إلى الحراك على أنه مؤامرة خارجية، لكنه اعتبر أن المواقف الأميركية، لاسيما سياسة العقوبات، تساهم في تعقيد وتوتير الوضع في لبنان.
وعن السياسة الروسية قال: “ندرك تماماً ما هو الدور الخارجي الذي يمكن لروسيا أن تلعبه والذي لايمكنها القيام به، ونحن نتواصل سياسياً مع الجميع في لبنان، ولكننا لا نتدخل سياسياً لدى أحد”.
ليلة عنف ثانية
يذكر أن العاصمة اللبنانية بيروت شهدت الليلة الماضية اشتباكات تطورت إلى إطلاق للنار في وقت متأخر، بين المتظاهرين وأنصار أحزاب سياسية حاولوا فتح الطرق التي أغلقها المحتجون.
وأفاد سكان من منطقة الكولا والطريق الجديدة في بيروت، ليل الاثنين الثلاثاء، أن عناصر تستقل دراجات نارية ويرجح أنها تنتمي إلى “حركة أمل” أطلقوا النار باتجاه الطريق الجديدة، مما استدعى انتشاراً كثيفاً للجيش اللبناني.
وتداعى أبناء منطقة الطريق الجديدة والكولا واستنفروا على الطرق خشية دخول أنصار “أمل” و”حزب الله” إلى مناطقهم.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام محلية بوقوع إطلاق نار كثيف وهدم خيام المعتصمين في مدينة صور جنوبي لبنان.
واقتحم عدد من الشبان خيام المحتجين في ساحة العلم في صور، في وقت متأخر من الليلة الماضية، وعمدوا إلى إحراقها والاعتداء على المتظاهرين السلميين، ما اضطر الجيش اللبناني إلى التدخل وإطلاق النار في الهواء لتفرقتهم.
وفي وقت سابق، تظاهر مناصرو “حركة أمل” و”حزب الله” أمام مبنى قناة “الجديد” وحالوا اقتحامه.
يأتي ذلك بينما دعا مجلس الأمن الدولي، الاثنين، في بيان إلى الحفاظ على “الطابع السلمي للاحتجاجات” في لبنان بعد هجمات لأنصار “حزب الله” و”أمل” ليل الأحد الاثنين على المتظاهرين في منطقة الرينغ في بيروت، ومقتل شخصين في حادث على الأتوستراد الساحلي بين صيدا وبيروت في الليلة نفسها.
وتابع البيان الذي وافق عليه المجلس بالإجماع خلال اجتماع عادي حول لبنان أن الدول الأعضاء “تطلب من جميع الأطراف الفاعلة إجراء حوار وطني مكثف والحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات عن طريق تجنب العنف واحترام الحق في الاحتجاج من خلال التجمع بشكل سلمي”.