لبنان على موعد مع “أحد التمزيق”.. وتظاهرة “مشبوهة” أمام سفارة أميركا

أخبار عربية – بيروت

أقدمت قوى الأمن اللبنانية، مساء السبت، على اعتقال عدد من المتظاهرين الذين عمدوا إلى تمزيق بعض اللافتات ومنها صور للرئيس ميشال عون، بحسب ما أفاد ناشطون، قبل أن تعود وتطلق سراحهم.

وأعلنت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين عن توقيف 5 شبان بينهم 3 قصّار في بلدة حمانا من قبل النائب الاستئنافي في جبل لبنان، وذلك على خلفية إزالة لافتة مرفوعة أمام مركز “التيار الوطني الحر” في المنطقة.

وبحسب بيان للجنة، فإنها اطلعت على فيديو لعملية ازالة اللافتة من دون أن يتبين لها وقوع أي جرم.

وتضامن الأهالي مع الأولاد ومع ذويهم الذين انتظروا لساعات أمام مركز احتجاز أولادهم وقرروا تسمية اليوم “أحد التمزيق” لإزالة صور ولافتات سقطت قيمتها أمام وحدة الشعب في الشارع.

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للتجمعات التي حصلت أمام المخفر للمطالبة بالإفراج الفوري عن المعتقلين والاحتفال بحريتهم بعد الإفراج عنهم، علماً أن من بينهم 3 أطفال، وسط مواقف داعمة لهم من ناشطين عبرت عن السخط والغضب لتوقيف قصّر بهذا الشكل وبذريعة فعل كالذي أظهره الفيديو.

إلى ذلك، يحتشد المتظاهرون اللبنانيون، الأحد، للمشاركة في مظاهرات من المتوقع أن تعم كل لبنان، تحت شعار “أحد التكليف”، في استمرار للثورة الشعبية المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي.

ويسعى المتظاهرون إلى إيصال رسالة تطالب فيها الجماهير الطبقة السياسية الحاكمة التعجيل في تشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة سعد الحريري الذي قدم استقالته في 29 أكتوبر.

ويطالب المتظاهرون في لبنان بتشكيل حكومة تكنوقراط ترتكز مهمتها الأساسية في إجراء إصلاحات والتحضير لانتخابات مبكرة، وتستعيد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.

وبالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية، ظهرت دعوات من أجل القيام بإضراب عام غداً الاثنين.

في غضون ذلك، ينفذ متظاهرون تحركاً أمام السفارة الأميركية في عوكر شمالي العاصمة بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة.

ويأتي التحرك احتجاجاً على ما يصفونه بـ”تدخل السفارات في الشأن اللبناني”، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة للسفير الأميركي الأسبق، جيفري فيلتمان، التي تناول فيها التطورات السياسية والأمنية في البلاد.

بدوره، اعتبر مستشار السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب في حملة انتخابات 2016 للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وليد فارس، أن التظاهرة في عوكر هي “انقلاب مضاد” يحاول “حزب الله” شنه على الثورة اللبنانية.

وقال فارس، وهو من أصل لبناني، في تغريدة على “تويتر”: “انقلاب مضاد يحاول حزب الله شنه على الثورة اللبنانية عبر تنظيم مسيرة ضد السفارة الأميركية في منطقة عوكر”، مضيفاً: “إعداد لإحراق العلم الأميركي وشعارات معادية ‘لأميركا و عملائها’. أجواء خُمينية بامتياز تذكر بطهران 1979”. وأكد أن “الجيش اللبناني مسوؤل عن الأمن”.

وكان آلاف المتظاهرين اللبنانيين قد خرجوا إلى الشوارع إحياء لذكرى الاستقلال في الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد وبإيقاع البلاد في أزمة عميقة.

والجمعة، نظم المحتجون في لبنان احتفالات ضخمة بمناسبة “يوم الاستقلال”، في الموقع المخصص عادة لاحتفالات الجيش بهذه الذكرى كل عام.

وخرج المتظاهرون في مسيرة ضخمة إلى ساحة الشهداء المطلة على الساحل، التي كان احتفال عيد الاستقلال الرسمي ينظم فيها عادة.