أخبار عربية – بيروت
قرر “الثوار” اللبنانيون تنظيم عرض مدني في العاصمة بيروت، في الذكرى الـ76 لاستقلال لبنان، لاسيما أنه لم يكن ممكناً هذا العام إقامة العرض العسكري التقليدي في مكانه المعتاد.
ويأتي عيد الاستقلال هذا العام في لبنان، في الوقت الذي تدخل فيه الثورة الشعبية شهرها الثاني، وفي ظل أزمة سياسية تعصف بالبلاد، خصوصاً مع عدم تشكيل حكومة حتى الآن، على الرغم من أن رئيس الوزراء سعد الحريري قدم استقالته في 29 أكتوبر الماضي.
وخرجت أعداد كبيرة من المتظاهرين اللبنانيين إلى ساحة الشهداء وسط بيروت وعدد من الساحات والشوارع في مناطق أخرى، تلبيةً لدعوات لتنظيم مسيرات سلمية ولإحياء المناسبة على طريقتهم الخاصة من خلال احتفال مدني.
وشارك في العرض المدني 3078 “ثورجياً” توزعوا على 54 فوجاً، وضم كل فوج 57 شخصاً.
ومن أبرز الأفواج التي شاركت في العرض فوج الفنانين، وفوج الإعلام، وفوج قدامى العسكريين، وفوجي الأمهات والأطفال، وفوج العمال، وفوج الإرادة، وفوج المغتربين، وفوج حقوق الإنسان، بالإضافة إلى فوج “الهيلا هيلا هو”.
وانطلقت “شعلة الاستقلال” من عكار شمال لبنان مروراً بطرابلس والبترون وجبيل والزوق وجل الديب، لتتوقف في ساحة الشهداء حيث كان في استقبالها المئات وسط الهتافات والتصفيق والنشيد الوطني والتلويح بالأعلام اللبنانية.
وشارك في التظاهرة أطفال تبلغ أعمارهم أشهر قليلة، وشبان، وكبار في السن، كما يظهر في صورة التقطتها عدسة “أخبار عربية” في ساحة الشهداء.
وكان قد قام عدد من العسكريين المتقاعدين بتدريب أفواج مدنية على العرض المدني.
وقد نصبت الحواجز الحديدية على جوانب الأرصفة حتى يتسنى لمن يريد مشاهدة العرض الوقوف خلفها، في مشهد يحاكي العرض العسكري التقليدي الذي يقيمه الجيش.
وانضم إلى العرض “فوج الطناجر” الذي حمل عناصره الطناجر ومعدات المطبخ، وراحوا يقرعون عليها.
وهذه الظاهرة انتشرت في أيام الثورة الأولى، إذ انطلقت الدعوة للقرع على الطناجر من مدينة صيدا، وراحت تنتشر في معظم المدن اللبنانية، ويقرع الثوار لخمسة دقائق من كل ليلة عند الساعة الثامنة على الطناجر.
بدورهم، شارك عدد من اللبنانيين المغتربين في الاحتفال ضمن “فوج المغترين”. وتوجه هؤلاء إلى ساحة الشهداء مباشرة بعد وصولهم إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
وفي بلدة راشيا الوادي في البقاع الغربي، حيث تقبع قلعة راشيا الملقبة بقلعة الاستقلال، احتشدت جموع غفيرة في سوقها الأثري من مختلف المناطق، بدعوة من الحراك الشعبي في راشيا وهيئات المجتمع المدني المؤيدة له.
وتوجهت الحشود في مسيرة إلى القلعة التاريخية أو ما يعرف بـ”حصن 22 تشرين” حيث اعتصم المحتشدون في باحة مدرج القلعة، وأطلقوا الهتافات المؤيدة للثورة وشعارات رافضة للمحاصصة والفساد، كما حيوا الجيش لمواكبته المعتصمين وتوفير الأمن لهم.
أما في طرابلس شمال لبنان، التي لقبت بـ”عروس الثورة”، انطلقت مسيرات شعبية في الشوارع، وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ورايات الجيش، مرددين هتافات تطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تعمل على محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة ومعالجة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وفي مدينة صيدا جنوب لبنان، احتفل الأهلي بعيد الاستقلال من خلال تنظيم فطور جماعي تحت عنوان “ترويقة عالحصيرة.. منجيب أكلنا معنا ليصير بيننا خبز وملح”.
هذا بالإضافة إلى تشكيل علم لبناني ضخم في ساحة تقاطع إيليا، بمشاركة حشود من المتظاهرين تحت شعار “للعلى للعلم”، وقد سبق ذلك مسيرة “شعبية مدنية”، انطلقت من ساحة الشهداء إلى ساحة إيليا.
وكانت قيادة الجيش اللبناني قد أقامت عرضاً عسكرياً رمزياً في مقر وزارة الدفاع صباحاً، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.