أخبار عربية – بيروت
توافد آلاف اللبنانيين، الأحد، إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء وسط العاصمة بيروت، بمناسبة مرور شهر على الاحتجاجات التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد.
في الأثناء، قام قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، بجولة على بعض الوحدات المنتشرة في جبل لبنان وبيروت.
وهذا الظهور العلني هو الأول لقائد الجيش منذ بدء الثورة الشعبية الشهر الماضي، وأتى بعد ساعات على انتشار شائعات تقول إنه وضع في الإقامة الجبرية.
“نقيب الثورة”
إلى ذلك، فاز المحامي المستقل، ملحم خلف، بمزكر نقيب المحامين في بيروت بـ2341 صوتاً. وترافق إعلان النتيجة مع هتافات عكست أجواء الفرح في القاعة، ومنها “ثورة ثورة” و”هيلا هيلا هيلا هيلا هو النقيب مش حزبي يا حلو”.
وفي تصريح له بعد انتخابه، قال خلف: “تحية إلى عشاق الديمقراطية التي تتحلى بها النقابة ونأمل أن يكون مشهد العرس الذي عشناه اليوم ممتداً على الوطن بكامله”.
وأضاف: “نريد الدولة أن تقبل ولا تخشى من تداول السلطة، أما انتخابنا اليوم فهو لأننا نؤمن أن نقابة المحامين رافعة الوطن”.
وتابع خلف: “كانت نقابة المحامين ولا تزال الحصن المنيع للحرية العامة ولحقوق الناس وستكون الحجر الأساس لتقوم الدولة العادلة التي نريدها”.
وانطلقت شرارة الاحتجاجات في لبنان في 17 أكتوبر الماضي، رفضاً لرسوم فرضتها الحكومة على مكالمات الإنترنت، بما فيها مكالمات “واتساب”، ليتسع نظام المطالب ويصل إلى الدعوة إلى استقالة الحكومة وتغيير النخبة الحاكمة في البلاد.
الحريري يهاجم باسيل
واستجاب رئيس الوزراء سعد الحريري لمطالب المحتجين، وأعلن استقالته من رئاسة الحكومة في 29 أكتوبر، لكنه خرج، الأحد، بتصريحات حازمة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
واتهم الحريري “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، بأنه “يمعن في تحميلي مسؤولية سحب محمد الصفدي اسمه كمرشح لتشكيل الحكومة اللبنانية، وهذه وقائع كاذبة واتهامات باطلة”.
وأضاف أن “جبران باسيل هو من اقترح وبإصرار اسم الصفدي لتشكيل الحكومة”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه قدم مقترحات بأسماء من المجتمع المدني لتشكيل الحكومة، من بينها القاضي نواف سلام، موضحاً أنها “قوبلت بالرفض”.
وتابع قائلاً: “سياسة المناورة والتسريبات التي ينتهجها التيار الوطني الحر هي سياسة غير مسؤولة، مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي تمر بها البلاد”.
انسحاب الصفدي
وتفاقمت الأزمة السياسية في لبنان، الأحد، بعد انسحاب وزير المال السابق محمد الصفدي، المرشح الرئيسي لتولي رئاسة الوزراء، مما يقلص فرص تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة لتنفيذ إصلاحات عاجلة.
وسحب الصفدي في وقت متأخر من مساء السبت، اسمه كأحد المرشحين لرئاسة الحكومة اللبنانية، قائلاً إن “من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين”.
وكان الصفدي أول مرشح بدا أنه يحظى ببعض الإجماع بين الأحزاب والطوائف اللبنانية منذ استقالة الحريري، تحت ضغط احتجاجات حاشدة ضد النخبة الحاكمة.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية ومصادر سياسية أن “حزب الله” و”حركة أمل” وافقا على دعم الصفدي بعد اجتماع مع الحريري، لكن لم يقر أي حزب سياسي بعد ذلك رسمياً ترشحه.
وتعهد لبنان، الذي يواجه أسوأ أزمة مالية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، بتنفيذ إصلاحات عاجلة على أمل إقناع المانحين بتقديم نحو 11 مليار دولار تعهدوا بها العام الماضي.
وتسببت الأزمة في إبقاء البنوك مغلقة معظم أيام الشهر الماضي، وفرضت البنوك قيوداً على التحويلات للخارج وسحب الإيداعات الدولارية وأدت إلى تراجع سعر الليرة اللبنانية في السوق السوداء.