في ثالث أيام احتجاجات إيران.. إضراب يشل سوق طهران وسحب مشروع قرار لإلغاء رفع أسعار الوقود

أخبار عربية – طهران

أعلن المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، الأحد، أنه بناء على تصريحات المرشد الإيراني حول ضرورة المضي قدماً بتطبيق قرار رفع أسعار البنزين، فقد تم سحب مشروع قرار يقضي بإلغاء رفع الأسعار.

وفي وقت سابق من الأحد، أيد المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن خامنئي ساند القرار، منحياً باللوم في “أعمال التخريب” على معارضي الدولة والأعداء الأجانب. ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب دعمها.

وأفادت قناة “العربية” ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح اليوم، في ثالث أيام التظاهرات الشعبية التي تعم إيران، فيما انطلقت تظاهرات لطلاب جامعة “سنندج” بمحافظة كردستان غربي البلاد، فيما تواترت الأنباء حول مقتل متظاهر في الأحواز أمس السبت بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه.

يأتي ذلك فيما أفادت وكالة “فارس” للأنباء بانعقاد جلسة مغلقة للبرلمان، لبحث رفع أسعار البنزين، الأحد، فيما قالت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء إن أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، سيحضر جلسة مجلس الشورى الإسلامي اليوم، والتي ستتناول الأحداث الأخيرة في البلاد وارتفاع أسعار البنزين، الذي أدى لاحتجاجات عارمة شملت عشرات المدن الإيرانية، وصاحبها أعمال عنف أدت لسقوط 25 قتيلاً.

وأفادت وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية بانخفاض استهلاك البنزين في إيران 20% منذ تطبيق رفع الأسعار.

وأعلن مدعي عام مدينة يزد، جنوب إيران، عن اعتقال 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين من الاحتجاجات.

وازدادت وتيرة الاحتجاجات في إيران، مساء السبت، حيث أفاد ناشطون باحتراق بنك ومقر لقوات الباسيج في مدينة كَرَج شمال غربي طهران.

وفي آخر تصريح له، هدد وزير الداخلية الإيراني، عبدالرضا رحماني فضلي، المحتجين بتحريك قوات الأمن، في إشارة للتوجه لقمع المحتجين، فيما ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات على رفع أسعار الوقود إلى 25 شخصاً، بعد مقتل 5 متظاهرين الليلة الماضية في محافظة كردستان الإيرانية برصاص الأمن، بحسب ناشطين.

وأشار وزير الداخلية إلى أن استعادة الهدوء في إيران له الأولوية، بحسب تعبيره. كلام فضلي جاء بعد أن أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأحد، أن واشنطن تقف إلى جانب الشعب الإيراني.

من جانبها، أكدت منظمة “نت بلوكس” للأمن السيبراني أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكل شبه كامل في إيران، على وقع المظاهرات التي تشهدها غالبية المحافظات والمدن في البلاد، رفضاً لقرار السلطات بزيادة أسعار البنزين.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الاتصالات الإيرانية قطع الإنترنت بأمر من مجلس الأمن القومي، مشيرة إلى أن عودة الخدمة للبلاد تحتاج لقرار من المجلس نفسه.

فيما أظهرت بيانات الشبكة أن نسبة الاتصال الفعلي لم تتجاوز 7%، مقارنةً بحجم الاستخدام الطبيعي، وذلك بعد مرور 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات العامة.

ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن.

وقال مصدر إيراني مطلع إن المرشد علي خامنئي هو من أمر برفع أسعار الوقود إلى 3 أضعاف، وهو ما أدخل البلاد في موجة احتجاجات عارمة، ونقل موقع مقرب من الإصلاحيين أن خامنئي كان يرغب في زيادة أسعار الوقود منذ مارس الماضي، في ظل العقوبات المفروضة على النفط.

وأفادت وكالة “رويترز” أن ملايين الإيرانيين نزلوا إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد، أمس السبت، وأغلوا الطرقات للاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود.

أما الحدث الأبرز للاحتجاجات فكان حرق صور خامنئي في عدة مدن إيرانية، حيث انتشر مقطع فيديو لحرق صورة المرشد الإيراني في إسلام شهر، والتي تبعد 12 كليومتراً عن العاصمة طهران.