أخبار عربية – بيروت
بعد الإعلان عن مقتل علاء أبو فخر أمين سر وكالة داخلية الشويفات في “الحزب التقدمي الاشتراكي” إثر إطلاق النار عليه من قبل عنصر من الجيش اللبناني تحت جسر خلدة جنوب بيروت، وما نتج عنه من غليان في الشارع اللبناني، خرج رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري وناشد كافة المواطنين بالمحافظة على حراكهم السلمي.
وأكد الحريري أنه اتصل بقائد الجيش، وقائد الأمن الداخلي لاتخاذ إجراءات لحماية المواطنين.
وفي التفاصيل، أصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بياناً، فجر الأربعاء، إثر الأحداث الأخيرة في لبنان، جاء فيه أن سعد تابع طوال الليل وحتى الساعات الأولى من الفجر، مجريات الأحداث والتحركات الشعبية في العاصمة والضواحي وسائر المناطق اللبنانية، وأجرى لهذه الغاية اتصالين مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقائد قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، مشدداً على وجوب اتخاذ كافة الإجراءات التي تحمي المواطنين وتؤمن مقتضيات السلامة للمتظاهرين.
وأضاف البيان أن الحريري تواصل مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط معزياً بالشاب علاء أبو فخر عضو المجلس البلدي في الشويفات الذي قضى في الحادث خلال التحرك الشعبي في منطقة خلدة جنوب العاصمة.
موقف وطني
كما نوه الحريري بـ”الموقف الوطني المسؤول” الذي عبر عنه جنبلاط ودعوته إلى التهدئة وتجنب الانزلاق نحو الفوضى واعتبار الدولة الملاذ الذي لا غنى عنه.
إلى ذلك، ناشد الحريري كافة المواطنين في كل المناطق المحافظة على حراكهم السلمي وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر، منبهاً إلى مسؤولية الجميع، سلطة وقيادات ومؤسسات عسكرية وأمنية وتحركات شعبية، في حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات، بحسب البيان.
لبنان يشتعل
وما إن أنهى الرئيس اللبناني ميشال عون كلامه في مقابلة أجراها، الثلاثاء، في قصر بعبدا، حتى اشتعل الشارع بالمتظاهرين الغاضبين، وسط دعوات للتظاهر الأربعاء، أمام مقر رئاسة الجمهورية.
وفي التفاصيل، شهد الطريق المؤدي إلى قصر بعبدا انتشاراً عسكرياً للجيش اللبناني، فجر الأربعاء، بعد محاولة مجموعة من المتظاهرين التوجه إلى القصر.
كما فتح الجيش الطريق بالقوة عند جسر الكولا في بيروت، بعدما ذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية أن المحتجين أغلقوا طرقاً بإطارات مشتعلة في أنحاء مختلفة من البلاد ومنها العاصمة بيروت، مساء الثلاثاء، بعد انتهاء مقابلة الرئيس ميشال عون التي طالب فيها المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم.
وأوضحت معلومات أن شباناً رشقوا الجيش بالحجارة عند محاولة فتح الطريق عند الكولا، وسط عمليات كر وفر استمرت بين الجيش والمتظاهرين في تلك المنطقة حتى ساعات الفجر الأولى.
وبحسب المعلومات، فقد استنفر الشارع اللبناني من كلام الرئيس الذي وجه حديثه للمتظاهرين وقال إن مطالبهم قد سُمعت، محذراً من “نكبة” إذا ظلوا في الشوارع.
إغلاق الطرق
كما أقفل المحتجون الطريق عند تقاطع برج الغزال باتجاه جسر الرينغ، طريق البربير والمدينة الرياضية في بيروت، وطريق جل الديب.
وتم قطع أوتوستراد الناعمة وأوتوستراد برجا بالاتجاهين، حيث أقفل المحتجون أوتوستراد نهر الكلب باتجاه مدينة جونية، وطريق زوق مصبح.
من جهة أخرى، قطع المتظاهرون طريق طرابلس – عكار الدولي، المنية بالاتجاهين.
وفي البقاع أغلق المتظاهرون الطريق عند مفرق قب الياس وضهر البيدر بالإطارات المشتعلة.
وأفاد مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن المحتجين قطعوا عدد كبير من الشوارع الداخلية في طرابلس بالإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات، وهي: طريق المئتين، دوار السلام، طلعة الخناق، دوار أبو علي، طريق المشروع القبة.
الرئاسة اللبنانية: حديث عون قد حرف
إلى ذلك، أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية أن وسائل إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي توزع “كلاماً محرفاً” من حديث الرئيس ميشال عون حول الفقرة المتعلقة بوجود قائد للحراك الشعبي ورد فيها: “إذا مش عاجبهم ولا حدا آدمي بالسلطة يروحوا يهاجروا”.
وفي هذا الإطار، أشار مكتب الإعلام إلى أن “الصحيح أن الرئيس عون قال إنه إذا لم يكن هناك أوادم من الحراك للمشاركة في الحوار، فليهاجروا لأنهم بهذه الحالة لن يصلوا إلى السلطة”، فاقتضى التوضيح “منعاً لأي التباس او سوء استغلال”.
قتيل في خلدة
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام لبنانية بمقتل شاب عند مثلت خلدة بإطلاق نار، حيث تناقل ناشطون على مواقع التواصل فيديو لرجل ملقى على الأرض ومضرجاً بالدماء وسط حالة من الرعب، ويعتقد أن القتيل عضو في بلدية الشويفات.
بدورها، تناقلت معلومات أن القتيل هو عضو ببلدية الشويفات اسمه علاء أبو فخر، وهو من أنصار “الحزب التقدمي الاشتركي” الذي يرأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وكان مع زوجته وطفليه بين من أغلقوا الطريق في خلدة، فأراد مرافق لعقيد في مخابرات الجيش أن يمر بسيارته على الطريق، فمنعه، عندها أطلق عليه النار.
إلى ذلك أشار مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” إلى وقوع توتر كبير على جسر خلدة، رافقه قطع الطريق كاملاً على المثلث وكل المعابر في المنطقة في كل الاتجاهات.
الجيش يفتح تحقيقاً
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه “أثناء مرور آلية عسكرية تابعة للجيش في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص”.
وأفاد البيان أن قيادة الجيش “باشرت تحقيقاً بالموضوع بإشارة القضاء المختص”.
جنبلاط ينضم “رسمياً” إلى الحراك
إثر ذلك، أعلن رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي”، وليد جنبلاط، اتخاذه القرار بالانضمام رسمياً إلى الحراك الشعبي في لبنان.
وجاء كلام جنبلاط بعد الإعلان عن وفاة علاء أبو فخر أمين سر وكالة داخلية الشويفات في “الحزب التقدمي الاشتراكي” إثر إطلاق النار عليه تحت جسر خلدة، حيث توجه جنبلاط إلى المستشفى التي نقلت إليها جثة الشاب.
ثم توجه جنبلاط إلى منزل القتيل معزياً، وطالب إلى ضرورة الهدوء وعدم الإنجرار مع ردات الفعل.
لا مدارس
إلى ذلك، أصدر المكتب الإعلامي لوزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال، أكرم شهيب، بياناً أعلن فيه أنه “تعطل الدروس يوم الأربعاء الواقع فيه 13 نوفمبر 2019 في جميع المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة”.