أخبار عربية – بيروت
توجه الرئيس اللبناني ميشال عون، مساء الثلاثاء، إلى المتظاهرين في بلاده بالقول: “فهمنا مطالبكم وهواجسكم لكن لا تخربوا لبنان وتستمروا بتطويق السلطات الرسمية”.
وأضاف عون في مقابلة تلفزيونية من القصر الرئاسي في بعبدا: “إذا لم يعجبهم (المتظاهرين) أحداً آدمياً في السلطة، يروحوا يهاجروا. وليراجعوا تاريخي وليبقوا معي إذا أعجبهم، وإذا لا سأرحل أنا”، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
وتابع: “أطلب منكم لا سيما أولئك الذين في الحراك ألا يتصرفوا دائماً بطريقة سليية لأن السلبية تولد السلبية وهذا يولد صداماً داخلياً”، معتبراً أنه “إذا بتكملوا هيك بتضربوا لبنان ومصالحكن، ما سيؤدي إلى نكبة”.
كما قال الرئيس اللبناني إنه وجد رئيس الوزراء المنتهية ولايته سعد الحريري متردداً في تولي المنصب مجدداً، مشيراً إلى أنه يؤيد حكومة تشمل كلاً من التكنوقراط والساسة.
وقال: “أنا اجتمعت مع الحريري ووجدته متردداً بين نعم ولا”، مضيفاً أنه لا يعرف إن كان ذلك موقفه حتى الآن.
وأضاف أن المشاورات الرسمية من نواب البرلمان بشأن تعيين رئيس الوزراء الجديد قد تبدأ الخميس أو الجمعة، لكن “هذا يرتكز على الأجوبة التي سنتلقاها من المعنيين”.
وتابع عون: “إذا لم نتلق الإجابات سنستغرق بضعة أيام إضافية. يوجد الكثير من الصعاب التي ذللناها ولا تزال هناك النقاط الأخيرة لأننا نود أن نخرج إلى المجتمع بحكومة منسجمة وليس حكومة متفرقة”.
واستقال الحريري من رئاسة الحكومة الائتلافية في 29 أكتوبر الماضي، تحت ضغط احتجاجات عارمة في أنحاء لبنان، طالبت برحيل الحكومة ومحاربه الفساد.
وأكد عون أن الحراك الشعبي بدأ بمطالب اقتصادية ضد الضرائب، ثم اتخذت منحى سياسياً.
وقال أنه “من الطبيعي أن يحصل هذا الأمر عندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة. وبالتأكيد سيطلب الشعب أيضاً حصول تغيير حكومي، فتستمع الحكومة الجديدة لمطالبه وتنفذها. وطبعاً هذه المطالب محقة، لذلك تجاوبت معها شخصياً ووجهت للمتظاهرين نداء وقلت لهم إننا سمعنا هذه المطالب وهي محقة وهي مطالبي الشخصية، ودعوتهم أيضاً إلى التفاهم سوياً واللقاء كي نتحاور حول الموضوع، لكنني لم أتلق جوابا”.
وأضاف عون: “أنا لم أصل إلى موقع الرئاسة إلا لأبني دولة. أنا لا أبحث الآن عن مستقبل، فمستقبلي بات ورائي ولا أبغي تحصيل أمور مادية. تاريخي النضالي كلفني 15 عاماً خارج مجتمعي من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. والمرحلة الآن هي مرحلة بناء الدولة والاقتصاد لكن لم يكن هناك تجاوب معي. والذي قلته بمناسبة انتخابي في خطابي في 31 نوفمبر كنت أرغب في توسيعه لولا الظروف التي طرأت والخلل الاجتماعي الذي حصل”.
وتابع الرئيس اللبناني: “دعوت المتظاهرين مرات 3 إلى توحيد الساحات، والعمل سوياً وبجهد كبير لتحقيق إصلاحات، كما دعوتهم إلى البقاء في الساحات كي يساعدونني في هذا المجال، لأن الإصلاحات التي يريدونها صعبة المنال في مجتمع كالمجتمع اللبناني. ولم ألق أي تجاوب، فأي مرجعية يريدون أن يتحاوروا معها؟ علينا سوياً البدء بعمل إيجابي”.
وأضاف: “ما أقوله للشعب اليوم قلته سابقا في 14 مايو 2019، خلال إفطار شهر رمضان بحضور رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وغيرهم من المسؤولين والشخصيات، وقد تحدثت حينها منتقداً الفساد، وقلت إن الشعب فقد الثقة بكم، فماذا ستفعلون لإعادة كسب ثقته ورد المواطنين إلى الوطن، لأنهم سيرحلون جراء هذا الإهمال. فأنا لدي الإدراك لكنني لا أملك السلطة، فسلطتي تأتي من الشعب، ولكنني مكبل بتناقضات الحكم والمجتمع والخلايا الفاسدة أيضاً مطوقة من قبل قوى تابعة لهم. وقد نهض الشعب الآن وأصبح هناك مرتكز لفرض الإصلاحات”.