أخبار عربية – بيروت
لن يكون الخميس، كما أمس الأربعاء، “يوم دراسي عادي” في مدارس وجامعات لبنان، حيث خرج آلاف الطلاب حاملين حقائبهم في تظاهرات عمت مدناً لبنانية عدة.
وتتواصل “ثورة الطلاب” لليوم الثاني على التوالي، حيث انطلقت صباح الخميس تظاهرة حاشدة أمام وزارة التربية في منطقة الأنيسكو ببيروت.
اعتداء على الطلاب.. وتوقيف أحدهم
يأتي ذلك بعد تعرض طلاب من الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا “AUST”، إلى الضرب من قبل عناصر في الجيش اللبناني يوم الاثنين. كما تم توقيف أحد الطلاب من قبل الجيش.
وأظهرت مقاطع فيديو أرسلها أحد خريجي “AUST” لموقع “أخبار عربية”، تظاهرة طلابية حاشدة أمام مبنى الجامعة في الأشرفية شرقي بيروت، حيث جاء طلاب من جامعات لبنانية أخرى للتضامن مع زملائهم.
وأعلنت الجامعة المذكورة تعليق الدروس يومي الخميس والجمعة، على أن تفتح الصفوف أبوابها يوم الثلاثاء المقبل.
“من طرابلس إلى صور”
وتعم الاحتجاجات الطلابية الخميس، لليوم الثاني على التوالي، مختلف المناطق اللبنانية من طرابلس وجبيل والبترون شمالاً، إلى المتن وكسروان وبعبدا وبعلبك، فحاصبيا والنبطية وصيدا وصور جنوب لبنان، وغيرها من المناطق.
ففي المتن، اعتصم عدد من طلاب كلية التربية في منطقة الروضة أمام الكلية، كما نفذ طلاب ثانوية بيت شباب الرسمية اعتصاماً أمام الثانوية رافعين الأعلام اللبنانية.
وتجمع عدد من الطلاب أمام المدرسة الرسمية في ضبيه للانطلاق في تظاهرة إلى مدرسة سانت ريتا بمواكبة أمنية حفاظاً على سلامة الطلاب.
وعمد المحتجون لليوم الثاني على التوالي إلى إغلاق مداخل مصلحة تسجيل السيارات والآليات بمنطقة الدكوانة في الضاحية الشرقية لبيروت.
أما في جونيه، فقد توجهت التظاهرة الطلابية من أمام مركز “أوجيرو” للاتصالات إلى قصر العدل، فيما حاول عدد من الطلاب في مدينة جبيل منع الموظفين والمواطنين من الدخول إلى مركز “أوجيرو”، في حين بدأ عدد من الطلاب بالتجمع أمام المعمل الحراري في ذوق مكايل.
كما أغلق محتجون أبواب فروع شركة “كهرباء لبنان” في عدد من المدن، وعمدوا إلى إغلاق جميع المؤسسات المصرفية في طرابلس شمال لبنان.
وتشهد مدينة طرابلس حركة سير ناشطة هذا الصباح، وفتحت المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة والمصالح والدوائر الحكومية والمصارف وبعض المدارس والجامعات أبوابها، في حين أن جميع الطرقات الفرعية والرئيسية والدولية سالكة أمام حركة المرور، باستثناء المسارب المؤدية حصراً إلى ساحة النور.
وشمالاً أيضاً، تجمع أهالي شكا وأنفه وطلاب المدارس أمام مركز “أوجيرو” ومنعوا الموظفين من الدخول إلى مكاتبهم.
وفي بعبدا، تجمع عدد من تلامذة مدرسة العائلة المقدسة ومدرسة الحكمة في ساحة الحدت، تحضيراً للانضمام إلى الاعتصام أمام وزارة التربية.
أما في بعلبك، فقد اعتصم طلاب معهد الأبرار التقني وشباب “حراك أبناء بعلبك” أمام مركز “أوجيرو”، وسط تدابير أمنية للجيش والقوى الأمنية، ورددوا شعارات ضد الفاسدين، مطالبين بمحاكمة ناهبي المال العام.
كما نظم طلاب الثانويات والمدارس في منطقة إقليم الخروب، مسيرة بمشاركة هيئات تعليمية، انطلقت من بلدات عانوت وشحيم ومنطقة مرج علي، مروراً بالشوف الأعلى، حيث نفذوا وقفة تضامنية حملوا خلالها الأعلام اللبنانية.
ويأتي ذلك بعد 22 يوماً على انطلاق الثورة الشعبية في لبنان في 17 أكتوبر الماضي، اعتراضاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية. وأسفرت موجة الاحتجاجات الأكبر في تاريخ البلاد عن استقالة حكومة سعد الحريري في 29 أكتوبر.