أخبار عربية – بيروت
في اليوم الرابع عشر على انطلاق الثورة الشعبية في لبنان، وبينما كان المشهد يستعيد بعضاً من الهدوء، عادت الأجواء إلى التشنج الذي بلغ ذروته في منطقة العبدة في عكار إذ اندلعت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين على خلفية فتح الطريق بالقوة.
وبعد حالة التوتر التي سادت المنطقة، انسحبت وحدات الجيش من ساحة العبدة، فيما أعاد المواطنون قطع الطريق.
وعقب ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق برالياس ومجدل عنجر ومنطقة المصنع الحدودية مع سوريا في البقاع، وكذلك تجمع محتجون في عكار وحاصبيا وساحة إيليا في صيدا جنوباً حيث أصيب 3 أشخاص في تدافع بين الجيش والمحتجين، كما تجمع محتجون تحت جسر جل الديب شمال بيروت.
كذلك أقدم آخرون على قطع طريق طرابلس – عكار، وطرابلس – بيروت، وطرابلس – زغرتا في محلة القبة، كما أقفلوا أوتستراد كفرحزير الكورة.
في الأثناء، كانت ساحة النور في طرابلس تغص بالمحتجين في حين اعتصم العشرات في ساحتي رياض الصلح وبيروت، وأقدم بعضهم على قطع جسر الرينغ الرئيسي المؤدي إلى وسط بيروت.
الجيش ينفي إعلان حالة الطوارئ
إلى ذلك، صدر عن قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه البيان الآتي: “تداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي بياناً يزعم أنه صادر عن قيادة الجيش لإعلان حالة الطوارئ وحظر التجول في المناطق اللبنانية، يهم هذه القيادة أن تنفي صحة هذا البيان والمعلومات الواردة فيه”.
وأضاف البيان: “تدعو المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والتأكد من صحة المعلومات التي تصدر عن هذه القيادة على مواقعها الرسمية”.
الحريري: لعدم الانجرار وراء “الاستفزازات”
بدوره، وتعليقاً على خروج المئات من مناصري “تيار المستقبل” بمواكب سيارة داعمة لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، غرد الأخير على “تويتر” طالباً من مؤيديه عدم الانجرار وراء ما وصفه بـ”الاستفزازات”.
وقال الحريري في تغريدته: “مع تقديري لكل مشاعر التعاطف العفوية، أكرر الطلب إلى جمهور تيار المستقبل ومناصريه الامتناع عن العراضات في الشوارع، والتزام التعاون مع الجيش وقوى الأمن الداخلي”.
وتابع قائلاً: “الحفاظ على الهدوء ومنع أي انزلاق إلى الاستفزازات مهمتنا جميعاً الآن”.
وكان الحريري قد أبدى استعداده لتولي رئاسة الوزراء في حكومة لبنانية جديدة، بشرط أن تضم وزراء “تكنوقراط” قادرين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بسرعة لتجنب انهيار اقتصادي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول بارز مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن “الحكومة الجديدة يجب أن تكون خالية من مجموعة من الساسة البارزين الذين شملتهم الحكومة المستقيلة”.
وتقدم الحريري باستقالته، الثلاثاء، بعد احتجاجات حاشدة استمرت نحو أسبوعين ضد النخبة السياسية في لبنان التي يتهمها المتظاهرون بالفساد.
والأربعاء، طلبت رئاسة الجمهورية اللبنانية من الحكومة “الاستمرار في تصريف الأعمال” إلى حين تشكل حكومة جديدة.
وبموجب أحكام البند 1 من المادة 69 من الدستور اللبناني، التي تنص على أن الحكومة تعتبر مستقيلة في حال استقال رئيسها، أعلنت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس ميشال عون “طلب من الحكومة الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة”.
وأضاف البيان أن الرئيس أعرب عن شكره لرئيس الحكومة والوزراء كافة.
وبعد نحو 13 يوماً من حراك شعبي غير مسبوق منذ سنوات تسبب بشلل في البلاد، أعلن الحريري استقالة حكومته الثلاثاء “تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير”.
وكان الحريري قدم مطلع الأسبوع الماضي، ورقة إصلاحات اقتصادية في محاولة لامتصاص غضب الشارع، لكن المتظاهرين اعتبروا أنها جاءت متأخرة ولا تلبي طموحاتهم وواصلوا قطع الطرق.
ويطالب المعتصمون بتشكيل حكومة اختصاصيين تدير البلاد في مرحلة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.