أخبار عربية – بيروت
حثت قيادة الجيش اللبناني المحتجين، الأربعاء، على فتح الطرق المقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد 13 يوماً من تظاهرات شعبية غير مسبوقة منذ سنوات عمت كافة المناطق للمطالبة برحيل الطبقة السياسية بكاملها.
وقالت في بيان: “إلحاقاً للبيانات السابقة التي أصدرتها قيادة الجيش، وبعد مرور 13 يوماً على بدء حركة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية والمطلبية، وتفاقم الإشكالات بين المواطنين بشكل خطير نتيجة قطع طرق حيوية في مختلف المناطق اللبنانية، وبعد التطورات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذاً للقانون والنظام العام. مع تأكيدها على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط”.
وتم فتح أوتوسترادات جل الديب وجبيل وغزير، ومعظم الطرق في الكورة (شمال)، كما باتت الطريق الدولية في منطقة عاليه (الشوف) سالكة.
بدورهم، قرر المتظاهرون على جسر الرينغ الرئيسي المؤدي إلى وسط بيروت، إعادة فتح الطريق، على أن يعيدوا قطعها بعد 48 ساعة في حال عدم تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة. إلا أن عدداً قليل من المتظاهرين رفضوا إعادة فتح الطريق.
إلى ذلك، تم فتح معظم الطرق في طرابلس (شمال) باستثناء الطريق الرئيسية في البداوي والطرق المؤدية إلى ساحة النور.
وشهدت شوارع صيدا (جنوب) الرئيسية والفرعية حركة سير طبيعية باستثناء ساحة الاعتصام عند دوار إيليا المقفلة من جهاتها الأربعة.
استقالة الحريري
وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قدم، أمس الثلاثاء، استقالته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاجات شعبية تهز البلاد.
وفي كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها إلى الشعب اللبناني، قال الحريري إنه “منذ 13 يوماً والشعب اللبناني ينتظر قراراً بحل سياسي يوقف التدهور. وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجاً نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية”.
وأضاف: “سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة” لرئيس الجمهورية وللشعب اللبناني، “تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير”.
وختم كلمته قائلاً: “لا أحد أكبر من بلده، الله يحمي لبنان”.
ترحيب وهتافات
وأعلنت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية أن الرئيس ميشال عون تسلم من الحريري كتاب استقالة الحكومة.
وتلقى المتظاهرون في الساحات والشوارع خبر الاستقالة بالترحيب والهتافات وأطلقوا المفرقعات.
ومنذ 17 أكتوبر، تكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق عديدة من الشمال إلى الجنوب، بالمتظاهرين على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.