ثورة لبنان في يومها الثامن.. مدن الجنوب تنتفض وأنباء عن تعديل وزاري وشيك

أخبار عربية – بيروت

دخلت الثورة اللبنانية التي انطلقت في 17 أكتوبر، يومها الثامن، على وقع إصرار المتظاهرين على مواصلة الاحتجاج والنزول إلى الشارع.

ودعا المحتجون في مدينة صور، جنوب لبنان، مساء الأربعاء، إلى تجديد التظاهر، اليوم الخميس، كما افترش محتجو طرابلس شمال البلاد الأرض ليلاً، رافضين الخروج من ساحة النور وسط المدينة الشمالية.

واتسعت عمليات قطع الطرقات مع ساعات الصباح الأولى، وتركزت في بيروت ومداخلها الجنوبية والشمالية.

ويستمر الحراك الشعبي في صور والنبطية جنوب لبنان، ويتسع في الشوف وعاليه والمتن الأعلى في جبل لبنان، في حين يستعد عدد من المتظاهرين لتنظيم مسيرة تتجه إلى النبطية دعماً لمتظاهريها.

يأتي ذلك في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني في منطقة النبطية التي شهدت أمس اعتداءات على المتظاهرين من قبل عناصر محسوبة على “حزب الله”. وتجمع عدداً من المتظاهرين أمام السراي في المدينة، وعند تمثال الصبّاح.

إلى ذلك، أشارت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية بأن الجيش اللبناني أعاد فتح طريق “الأولي” في صيدا “عاصمة الجنوب” بعد تدافع مع المحتجين نتج عنه إصابة خمسة تم علاجهم ميدانياً.

كما لفتت إلى أن عدداً من المحتجين تجمعوا أمام مصرف لبنان المركزي في بيروت، مع توافد مزيد من المتظاهرين إلى وسط العاصمة اللبنانية.

النبطية وعناصر البلدية

وكانت مدينة النبطية شهدت توتراً ملحوظاً، إثر تهجم عناصر من شرطة البلدية التي يرأسها شخص “محسوب” على جماعة “حزب الله” المسلحة الموالية لإيران، على المتظاهرين وضربهم في محاولة لقمعهم وراء الحواجز التي وضعوها، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني.

إلى ذلك، تستمر المدارس والمصارف في الإقفال اليوم، على وقع إقفال العديد من الطرق الرئيسية في البلاد، على الرغم من محاولة الجيش بالأمس فتحها، دون أن يتمكن من ذلك، لاسيما في بعض المناطق في المتن (جل الديب) وكسروان (الزوق)، حيث سادت حالة من التوتر الشديد بين المحتجين والقوات الجيش اللبناني.

وطالبت إحدى المتظاهرات في منطقة جل الديب، متحدثة لمراسلة “أخبار عربية” أن عهد الرئيس ميشال عون أثبت فشله في السنوات الثلاث الماضية، مطالبة عون بالرحيل.

أنباء عن تعديل حكومي

وعلى وقع الحراك، وبعد صمت دام 7 أيام، يخرج اليوم الرئيس اللبناني ميشال عون عن صمته، موجهاً كلمة إلى اللبنانيين، حول المستجدات الأخيرة في الشارع اللبناني.

إلى ذلك، سرت أنباء عن احتمال تعديل حكومي وشيك، وأفادت مصادر لوكالة “رويترز” بأن زعماء لبنانيين ناقشوا احتمال إجراء تعديل وزاري لنزع فتيل الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النخبة السياسية، التي أصابت البلاد بالشلل على مدى أسبوع.

وقال مصدر سياسي كبير إن فكرة التعديل الوزاري “موضع نقاش على نطاق واسع بين الساسة في البلاد وقد تُنفذ إذا استمرت الاحتجاجات في الشارع في الأيام المقبلة”.

كما أكد مصدر سياسي آخر أن الفكرة “تدخل في طور النضج”، مضيفاً أن “الشارع يفرض إيقاعه على الطبقة السياسية”.

وتداولت وسائل إعلام محلية لائحة بعدد من الأسماء على أنها مرجحة للتغيير، من بينها وزراء الاتصالات محمد شقير، والبيئة فادي جريصاتي، والمهجرين غسان عطالله، والتربية أكرم شهيب، بالإضافة إلى كل من وزراء الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والأشغال يوسف فنيانوس.

معاناة الاقتصاد اللبناني

وكانت حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري أعلنت يوم الاثنين مجموعة إصلاحات عاجلة في محاولة لتهدئة غضب المحتجين، وكذلك لتفادي دخول البلاد في أزمة مالية وشيكة.

وتضم حكومة الحريري التي تولت السلطة في بداية العام كل الأحزاب الرئيسية في البلاد تقريباً (باستثناء “القوات اللبنانية” التي انسحب وزراؤها قبل أيام) في إطار نظام اقتسام السلطة المسمى بالمحاصصة الطائفية المطبق في لبنان.

يذكر أن الاقتصاد اللبناني، المعتمد أساساً على قطاعي الإنشاءات والسياحة، عانى على مدى سنوات من ضعف النمو بسبب الاضطرابات في المنطقة. وتراجعت التدفقات الرأسمالية من الخارج، والتي يعتمد عليها في تمويل العجز الحكومي.

كما يشهد لبنان واحداً من أعلى مستويات الدين العام على مستوى العالم نسبة إلى حجم اقتصاده وتبلغ نسبته 150% من الناتج المحلي الإجمالي. ويتعرض النظام المالي اللبناني لضغوط لم يشهدها منذ الحرب الأهلية بين عام 1975 و1990. وأصبح من الصعب الحصول على العملة الصعبة بالسعر الرسمي ونشأت سوق موازية.