أخبار عربية – بيروت
تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، مقطع فيديو لجندي في الجيش اللبناني وضع في مواجهة المحتجين في منطقة جل الديب.
ويظهر الجندي في الفيديو وهو يبكي متأثراً ، في إشارة إلى رفضه استخدام القوة ضد المحتجين.
ولاقى الفيديو تفاعلاً كبيراً من قبل رواد المواقع، الذين أبدوا تعاطفهم مع الجيش.
وتعليقاً على الفيديو، كتب رئيس تحرير موقع “أخبار عربية” أسعد الأسعد على “تويتر”: “دمعة من عين هذا الجندي تسوى كل الطبقة الحاكمة برؤسائها وزعماء أحزابها وميليشياتها.. نعم للتظاهر أمام وزارة الدفاع لمطالبة قائد الجيش بالتحرك ضد النظام الطائفي واعتقال جميع رموزه!”.
وبعد الاشتباك الذي حصل أثناء محاولة فتح الطرقات، توجهت قيادة الجيش اللبناني إلى المواطنين، مؤكدة في بيان أن “الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب”.
وشددت قيادة الجيش على “أننا نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبية ومواد غذائية ومحروقات وغيرها”، مؤكدة أن “جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم”.
وأشار البيان إلى أنه “لم يألُ الجيش جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين”.
وتمنت على المواطنين التعاون معها من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلاً لتنقل المواطنين واستقامة الدورة الحياتية، مؤكدة “الالتزان بالدفاع عن حماية الوطن أرضاً وشعباً، شكراً على إبقاء وطننا نظيفاً وكلنا لبنانيون ونحن عائلة واحدة”.
وأطلق الجيش اللبناني، في وقت سابق الأربعاء، عملية واسعة في أنحاء البلاد لفتح الطرقات المقطوعة منذ نحو أسبوع بسبب الاحتجاجات، واستخدم القوة في فتح بعضها شمالي بيروت، في وقت كثفت قوات الأمن وجودها في عدد من المناطق.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بانتشار كثيف للجيش في نهر الكلب، وسط توتر مع المتظاهرين، في حين طلب من المصورين الصحافيين عدم التصوير.
بدورها، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية بوصول قوة جديدة من الجيش والأمن الداخلي، مع مزيد من الآليات إلى منطقة جل الديب في المتن الشمالي، وسط صراخ وغضب المتظاهرين.
ولجأ الجيش إلى استخدام القوة من أجل إعادة فتح الطريق في منطقة نهر الكلب شمالي بيروت، كما وقعت مناوشات بين متظاهرين وقوات الجيش اللبناني في صيدا جنوبي البلاد أثناء محاولة فتح الطرق المقطوعة.
كما عمد الجيش اللبناني الأربعاء إلى اقفال مداخل ساحة الشهداء وسط بيروت.
وما تزال عشرات الطرق في طول البلاد وعرضها مقطوعة، على الرغم من دعوة الجيش اللبناني في بيان بعدم قطع الطرقات، ومحاولات قوى الأمن، الثلاثاء، فتح بعضها، لا سيما في العاصمة اللبنانية بيروت.
يأتي هذا في وقت لا يزال المتظاهرون يتوافدون إلى منطقة رياض الصلح في وسط بيروت. كما توجه قسم منهم إلى مصرف لبنان، مطالبين بمحاكمة حاكم المصرف لمسؤوليته عن الأزمة المعيشية التي وصلت إليها البلاد.
ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة التربية تراجعها عن قرار فتح المدارس والجامعات. كما أعلنت جمعية المصارف أن البنوك ستستمر في إغلاق أبوابها لليوم السابع على التوالي من التظاهرات التي عمت مدناً مختلفة في البلاد.
ويواصل المحتجون اعتصاماتهم في الساحات العامة والشوارع الرئيسية في عدد من المدن الكبرى، مثل طرابلس شمالي البلاد، وصور في جنوبها، رافضين مقترحات الحكومة الإصلاحية.