أخبار عربية – بيروت
سجل اليوم السابع من التظاهرات في لبنان التي انطلقت في 17 أكتوبر، للمطالبة برحيل الحكومة واحتجاجاً على فساد الطبقة السياسية، توترات في عدد من المدن.
ونشر ناشطون في مواقع التواصل، الأربعاء، مقطع فيديو يوثق الاعتداء على المتظاهرين في منطقة النبطية الجنوبية، من قبل من أسموهم “شبيحة النظام”، حيث ظهر واضحاً تعرض العديد من الشبان والشابات إلى الهجوم والضرب، في محاولة لفض الاعتصام من أمام سراي النبطية.
وأفاد ناشطون في النبطية بوقوع 25 جريحاً في مواجهات مع أفراد البلدية.
إلى ذلك، توجهت مسيرة حاشدة باتجاه ساحتي رياض الصلح والشهداء، في وسط بيروت، بحسب ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، قبل أن يعمد الجيش اللبناني إلى إقفال مداخل ساحة الشهداء.
بدورها شهدت مدينة صور تظاهرة حاشدة.
فتح الطرقات
وأطلق الجيش اللبناني، في وقت سابق الأربعاء، عملية واسعة في أنحاء البلاد لفتح الطرقات المقطوعة منذ نحو أسبوع بسبب الاحتجاجات، واستخدم القوة في فتح بعضها شمالي بيروت، في وقت كثفت قوات الأمن وجودها في عدد من المناطق.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية بانتشار كثيف للجيش في نهر الكلب، وسط توتر مع المتظاهرين، في حين طلب من المصورين الصحافيين عدم التصوير.
بدورها، أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية بوصول قوة جديدة من الجيش والأمن الداخلي، مع مزيد من الآليات إلى منطقة جل الديب في المتن الشمالي، وسط صراخ وغضب المتظاهرين.
ولجأ الجيش إلى استخدام القوة من أجل إعادة فتح الطريق في منطقة نهر الكلب شمالي بيروت، كما وقعت مناوشات بين متظاهرين وقوات الجيش اللبناني في صيدا جنوبي البلاد أثناء محاولة فتح الطرق المقطوعة.
وما تزال عشرات الطرق في طول البلاد وعرضها مقطوعة، على الرغم من دعوة الجيش اللبناني في بيان بعدم قطع الطرقات، ومحاولات قوى الأمن، الثلاثاء، فتح بعضها، لا سيما في العاصمة اللبنانية بيروت.
الجيش يوضح
وبعد الاشتباك الذي حصل أثناء محاولة فتح الطرقات، توجهت قيادة الجيش اللبناني إلى المواطنين، مؤكدة في بيان أن “الجيش يقف إلى جانبكم في مطالبكم الحياتية المحقة، وهو ملتزم حماية حرية التعبير والتظاهر السلمي بعيداً عن إقفال الطرق والتضييق على المواطنين واستغلالكم للقيام بأعمال شغب”.
وشددت قيادة الجيش على “أننا نفتح الطرق لأجلكم ولأجل تسهيل وصول الحاجات الأساسية للمواطنين من مواد طبية ومواد غذائية ومحروقات وغيرها”، مؤكدة أن “جنودنا منتشرون على الأراضي اللبنانية كافة على مدار الساعة لمواكبة تحرككم السلمي وحمايتكم في هذه المرحلة الدقيقة وهم بين أهلهم”.
وأشار البيان إلى أنه “لم يألُ الجيش جهداً في الأيام الماضية في التواصل مع كل الأفرقاء المعنيين للحؤول دون حصول احتكاك أو تصادم بين المواطنين”.
وتمنت على المواطنين التعاون معها من أجل إبقاء الطرق سالكة تسهيلاً لتنقل المواطنين واستقامة الدورة الحياتية، مؤكدة “الالتزان بالدفاع عن حماية الوطن أرضاً وشعباً، شكراً على إبقاء وطننا نظيفاً وكلنا لبنانيون ونحن عائلة واحدة”.
إسقاط النظام
يأتي هذا في وقت توافدت أعداد جديدة من المتظاهرين إلى وسط بيروت، وغيره من المناطق اللبنانية، لاسيما في طرابلس.
وقال متظاهرون لبنانيون لموقع “أخبار عربية” أن مطلبهم الرئيسي هو إسقاط النظام الطائفي الحاكم في لبنان بكافة رموزه.
وطالبت إحدى المتظاهرات في منطقة جل الديب، متحدثة لمراسلة “أخبار عربية” أن عهد الرئيس ميشال عون أثبت فشله في السنوات الثلاث الماضية، مطالبة عون بالرحيل.
وشهدت بعض المناطق توترات بين محتجين وعناصر من الجيش عمدوا إلى فتح الطرقات عنوة، فيما اعترض بعض المحتجين وافترشوا الطرقات لاسيما في منطقة الزوق (قضاء كسروان) وجل الديب (قضاء المتن).
ومنذ 17 أكتوبر يتوافد آلاف اللبنانيين إلى الشوارع في مختلف المدن للمطالبة بإسقاط الحكومة، ورحيل تلك الطبقة السياسية الحاكمة، التي يتهمونها بالفساد، ويحملونها مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية.