أخبار عربية – بيروت
أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مساء السبت، أنه طلب من وزرائه في الحكومة تقديم استقالتهم.
وقال جعجع، خلال مؤتمر صحافي منتصف ليل السبت الأحد من معراب، إن التحديات التي تواجهها البلاد غير مسبوقة.
وأضاف: “لم نلمس أي نية جدية من المسؤولين اللبنانيين بمعالجة الأزمات”، مؤكداً: “لا ثقة لدينا بقدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات”.
ووزراء حزب القوات هم نائب رئيس الحكومة، غسان حاصباني، ووزير الشرون الاجتماعية، ريشار قيومجيان، ووزيرة الدولة، مي شدياق، ووزير العمل، كميل أبو سليمان.
وتدفق آلاف المتظاهرين على شوارع لبنان، السبت، في ثالث يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأغلق محتجون في جنوب وشرق وشمال البلاد الطرق، وأحرقوا إطارات سيارات، ونظموا مسيرات في الشوارع، على الرغم من انتشار مسلحين موالين لحركة “أمل” التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مدججين بأسلحة ثقيلة لإخافتهم.
وفي وسط بيروت امتزج الغضب بأجواء احتفالية، وشارك محتجون من كل الأعمار في المظاهرات، ولوحوا بعلم بلادهم وهم يهتفون بشعارات الثورة أمام متاجر راقية ومصارف تحطمت واجهاتها في أعمال شغب شهدتها المنطقة الليلة الماضية.
من جهتها، أفادت قناة “العربية”، مساء السبت، عن محاولة محتجين قطع طريق رئيسي مؤدٍ إلى وسط بيروت، وإضرام النيران تحت جسر أساسي وسط العاصمة.
كما أشارت إلى انتشار كثيف للجيش اللبناني على مداخل وسط بيروت.
وبحسب مصادر “العربية”، تجوب مواكب لدراجات نارية وسط بيروت يشتبه بانتمائها لجهات حزبية.
وفي وقت سابق السبت، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن هناك حلاً مطمئناً للأزمة في البلاد، وكتب في تغريدة على “تويتر”: “سيكون هناك حل مطمئن للأزمة”.
إلى ذلك، أفادت مصادر حكومية بأن مجلس الوزراء اللبناني يعقد جلسة غداً الأحد لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية في لبنان، بحسب “رويترز”.
وكان رئيس الحكومة، سعد الحريري، ألقى كلمة مساء الجمعة، إلا أنها لم تفلح في تهدئة غضب الشارع.
وأمهل الحريري “شركاءه في الحكومة” 72 ساعة للتوقف عن تعطيل الإصلاحات وإلا فسوف يتبنى نهجاً مختلفاً، في تلميح محتمل لاستقالته.
وقال إن لبنان “يمر بظرف عصيب ليس له سابقة في تاريخنا”، لافتاً إلى أن أطرافاً أخرى بالحكومة لم يسمها عرقلت مراراً جهوده للمضي في إصلاحات.
هذا والتقى الرئيس اللبناني، ميشال عون، وفداً من المتظاهرين الجمعة بالقصر الجمهوري.
وقال عون: “وجعكم هو وجعي وأشعر معكم وسوف أعمل جهدي من أجل التخفيف من معاناتكم. لقد بدأنا سلسلة إجراءات للحد مما تشكون منه، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار التركيبة اللبنانية وقواعد النظام اللبناني وخصوصيته”، مؤكداً للوفد أنه سيواصل جهوده باتجاه المعالجة.
واندلعت الاضطرابات الأخيرة بدافع الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة، وخطط فرض رسوم جديدة، منها رسوم على المكالمات الصوتية عبر تطبيق “واتساب”، وهي خطوة تراجعت عنها السلطات سريعاً بعد تفجر أكبر احتجاجات في البلاد منذ أعوام.