أخبار عربية – الدوحة
على عكس الغالبية العظمى من البلدان حول العالم، بمن فيهم الدول العربية، أكدت قطر تأييدها للهجمات التركية على شمال شرقي سوريا.
ودافع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، عن العدوان التركي على المناطق الكردية في سوريا، زاعماً أن هجومها هدفه القضاء على “تهديد وشيك”، علماً أنه أدى إلى مقتل العشرات وتشريد مئات الآلاف.
ويتناقض الموقف القطري مع مواقف الغالبية العظمى من الدول العربية والغربية التي دانت الهجوم التركي في سوريا، الذي دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا، فيما أعلنت فرنسا والمانيا تعليق بيع السلاح لأنقرة.
وقال وزير خارجية قطر خلال مشاركته في مؤتمر “منتدى الأمن العالمي” في الدوحة: “لا يمكننا أن نلقي اللوم على تركيا وحدها”، مضيفاً أن أنقرة ردت على “خطر وشيك يستهدف الأمن التركي”.
وبدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها قبل نحو أسبوع هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا، تمكنت خلاله من السيطرة على منطقة حدودية واسعة بنحو 100 كيلومتر تمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة)، وبعمق نحو 30 كيلومتراً.
وأوضح الوزير القطري: “قالت (تركيا) منذ البداية: لا تدعموا هذه الجماعات”، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، الفصيل الكردي المسلح الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وتابع: “لم يستمع أحد. يحاولون (الأتراك) منذ عام حل هذه المسألة مع الولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة وإبعاد الخطر عن حدودهم”، معتبراً أن “وحدات حماية الشعب” جزء من حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً
في عدة دول.
ودعمت واشنطن وحدات حماية الشعب، قبل أن يأمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بسحب كل الجنود الأميركيين من شمال سوريا، والبالغ عددهم حوالي ألف جندي، وذلك بالتزامن مع العملية.
ونفذت أنقرة في الماضي عمليتين في سوريا، الأولى ضد تنظيم “داعش” في 2016، والثانية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في 2018، وتمت بدعم من فصائل مسلحة محسوبة على المعارضة السورية.
وقال عبد الرحمن في المنتدى: “لا نعتبر أن تركيا (تعمل) ضد الأكراد. تركيا (تعمل) ضد مجموعة من الأشخاص في صفوف الأكراد”.