بدء الغزو التركي لشمال سوريا.. غارات مكثفة وذعر بين السكان

أخبار عربية – أنقرة

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بدء العملية العسكرية في شمال شرق سوريا. وقال أردوغان على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” إن العملية التي أطلق عليها اسمع “نبع السلام” قد بدأت.

وأضاف أنها تهدف إلى القضاء على ما أسماه “تهديد الإرهاب” الذي تواجهه تركيا.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية بأن طائرة تركية استهدفت موقعاً لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في منطقة رأس العين في ريف الحسكة، وعرضت تلك الوسائل مشاهد تظهر لحظة انطلاق الطائرات الحربية لتنفيذ ضرباتها.

وقال شاهد عيان من بلدة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا، إن أصوات انفجارات ودخان يتصاعد بالقرب من الحدود مع تركيا. وأضاف بحسب ما أوردت وكالة “رويترز”، أن السكان يفرون من البلدة السورية الحدودية.

ذعر بين السكان.. ومطالب بحظر جوي

بدورها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية أن المقاتلات التركية تشن ضربات جوية، مضيفة أن حالة ذعر هائلة تسود بين سكان شمال شرق سوريا.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية على “تويتر” إن المقاتلات التركية بدأت تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية شمالي البلاد.

كما طالب مركز التنسيق والعمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية الولايات المتحدة وحلفاءها إقامة “منطقة حظر طيران” لحمايتها من الهجمات التركية.

وقالت إنها أظهرت حسن النية تجاه اتفاق آلية الأمن بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن ذلك ترك الأكراد دون حماية.

تعزيزات لفصائل تركيا

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق بوجود تأهب جوي تركي لاستهداف مواقع في رأس العين وتل أبيض شرق الفرات.

كما أشار إلى أن القوات التركية واصلت الأربعاء عملية إخلاء القرى الواقعة على الشريط الحدودي مع سوريا، في إطار استعدادها للبدء بعمليتها العسكرية على منطقة شرق الفرات، بالتزامن مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية الكبيرة من آليات ومدرعات وجنود نحو المنطقة.

إلى ذلك، أفاد بأن دفعات جديدة من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا توجهت نحو الحدود التركية، قادمة من الريف الحلبي، وذلك للمشاركة في العملية العسكرية تحت إمرة أنقرة.

موسكو تحذر

في المقابل، حذرت روسيا من أي خطوات قد تضر بما أسمته عملية السلام في سوريا.

وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حث نظيره التركي في مكالمة هاتفية اليوم الأربعاء على تجنب أي خطوات في سوريا قد تضر بعملية السلام هناك.

وذكر الكرملين أن بوتين وأردوغان اتفقا في المكالمة الهاتفية على ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا.

دمشق تندد

وكانت دمشق نددت في وقت سابق بنوايا أنقرة “العداونية”، متعهدة بالتصدي لأي هجوم تركي.

وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية في بيان، إن بلاده “تدين بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية”، مؤكداً “التصميم والإرادة على التصدي للعدوان التركي بكافة الوسائل المشروعة”.

الجامعة العربية تدين

بدورها، دانت جامعة الدولة العربية، الأربعاء، العملية العسكرية التي تخطط تركيا لشنها في شمال شرقي سوريا، لأنها “ستفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني”.

وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه حيال الخطط المعلنة والاستعدادات الجارية من جانب تركيا للقيام بعملية عسكرية في العمق السوري.

وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن هذه العملية المزمعة من جانب أنقرة تمثل انتهاكاً صريحاً للسيادة السورية، وتهدد وحدة التراب السوري، وتفتح الباب أمام المزيد من التدهور في الموقف الأمني والإنساني.