أخبار عربية – بيروت
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أعطى حوالي 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب أفريقيا، ادعت إن ثمة علاقة عاطفية بينهما بعدما التقيا في منتجع فاخر في السيشل، حسب ما ذكرت أوراق محكمة حصلت عليها الصحيفة الأميركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحريري لم يكن في منصبه كرئيس للوزراء حين بدأ بإرسال الأموال لعارضة البيكيني في العام 2013، مشيرة إلى أن تحويل الأموال لا يبدو أنه يخرق أي قوانين لبنانية او جنوب إفريقية.
وأضافت أن الكشف عن الهدايا الفاخرة التي حصلت عليها العارضة يأتي في وقت صعب على الحريري، حيث أن إمبراطوريته المالية والسياسية تعرضت لهزات، ما أدى إلى حرمان عدد من موظفيه من الأموال.
وكان سعد الحريري أعلن، في 18 سبتمبر، تعليق العمل في “تلفزيون المستقبل” وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت إلى إقفال جريدة “المستقبل”.
كما طالب مراراً عدد من الموظفين المتضررين من شركة “سعودي أوجيه”، رئيس الحكومة اللبنانية بانصافهم وتسديد مستحقاتهم المالية، مشددين على أن الحريري هو من يتحمل مسؤولية دفع مرتباتهم، وليس المملكة العربية السعودية.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الحريري لم يرد على أسئلة وجِهت إلى فريقه الإعلامي حول علاقته بالعارضة كانديس فان دير ميروي، أو إرساله هدايا لها.
وذكرت أن الهدايا لا علاقة واضحة لها بمشاكل لبنان المالية، حيث أن الحريري كان لديه ما يكفي من الأموال للقيام بإرسال هذه الأموال بنفسه، كاشفة أن التحويلات المالية إلى فان دير ميروي حصلت خلال الفترة التي فصلت بين رئاسته الأولى للحكومة عن رئاسته الثانية، وكان في سن الـ43 عند التحويل الأول للأموال عام 2013، فيما كانت العارضة في سن الـ20، وفق ما تزعم الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن حساب العارضة البنكي كان متواضعاً قبل أن يشهد في مايو من العام 2013 وصول مبلغ 15 مليون و299 ألف و965 دولار من مصرف لبناني، وكان من المفترض أن تبقى الحوالة سرية، لكن سلطات الضريبة في جنوب أفريقيا حققت في الموضوع، إلا أن العارضة أصرت على أن الأموال كانت هدية وبالتالي لا تخضع للضريبة حسب قانون جنوب أفريقيا. وفي ظهور في المحكمة، قالت إن الأموال قدمت لها من دون شروط من قبل سعد الحريري.
وقالت “نيويورك تايمز” إن العارضة كتبت للحريري: “أحبك يا سعدي” خلال رسالة إلكترونية ذكرت فيها تفاصيل حسابها البنكي لتحويل الأموال، وأنها تريد شراء عقار بها.
وأضافت الصحيفة أن سلطات الضريبة اعتبرت أن تصريحاتها حول الأموال مثيرة للشكوك حيث ظنت أنها تابعة لوالدها، رجل الأعمال غاري فان دير ميروي، حيث جمدت الأموال وطلبت اتخاذ إجراءات حتى حل المسألة، لكن الحريري تدخل مجدداً وأرسل مليون دولار للمساعدة في تغطية مصاريف القضاء والمعيشة، كما تبين أوراق المحكمة. وتكشف الصحيفة كذلك تفاصيل ما اشترته العارضة، كما أنها توصلت إلى تسوية مع سلطات الضريبة عام 2016.
لكن العارضة رفعت قضية في يناير الماضي ضد الحكومة الجنوب أفريقية للمطالبة بتعويض بمبلغ 65 مليون دولار بسبب ما قالت إنها “ملاحقة سلطات الضرائب لها”، وفي هذه القضية تحديداً ظهر اسم الحريري.
وذكرت في الدعوى إنه بسبب الضجة المثارة حول الموضوع تعرضت مسيرتها المهنية للضرر كما اتصالها بالحريري. وجاء في الدعوة أن “علاقة المدعية بالحريري انتهت ما أدى إلى خسارة مكاسب مالية كانت من الممكن أن تحصل عليها إذا استمرت من دون تدخل خارجي”.
ويرأس الحريري حكومة بيروت التي تضم معظم الفصائل اللبنانية، من بينها جماعة “حزب الله” التي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والمدعومة من إيران، والمصنفة جماعة “إرهابية” في الولايات المتحدة وعدد من الدول.
ويعيش لبنان على وقع الأزمات الاقتصادية، ما دفع عدد من المواطنين إلى التظاهر، الأحد.
وردد المحتجون شعارات تعبر عن استيائهم من المخاطر التي تهدد حياتهم، بسبب تراجع سعر الليرة اللبنانية للمرة الأولى منذ ما يزيد على العقدين، والناجم عن الأزمة الاقتصادية، التي تغذيها العقوبات الأميركية المفروضة على “حزب الله” بسبب علاقاته مع إيران.
وكانت قيمة العملة اللبنانية قد تراجعت الأسبوع الماضي مسجلة 1650 ليرة للدولار، في متاجر الصرافة، بعد أن ظلت ثابتة عند قيمة 1500 ليرة للدولار منذ عام 1997.