أخبار عربية – بيروت
وجّه المعتقل اللبناني السابق في السجون الإيرانية، نزار زكا، في الذكرى الرابعة لاختطافه، رسالة مفتوحة قال فيها: “في هذا اليوم قبل 4 أعوام، قرر الخاطفون أن يجعلوا 18 سبتمبر 2015 محطة مفصلية في حياتي، ليس لسبب سوى لرغبتهم في جعلي رسالة ضد الإنفتاح الذي كان في صدده بعض النظام في إيران على عتبة الإتفاق النووي”.
وأضاف في الرسالة التي حصل موقع “أخبار عربية” على نسخة منها: “في هذا اليوم قبل 4 أعوام، أُجبرت على خوض التجربة الأقسى مرارة وألماً ووجعاً. ذنبي الوحيد أني كنت في ذلك اليوم، في المكان الغلط والتوقيت الغلط، في طريق عودتي من طهران إلى بيروت مختتماً زيارة عمل رسمية بدعوة من الرئاسة الإيرانية”.
وأشار إلى أنه “بالتأكيد لن تكفي 3 أشهر ونيف لإبرائي من الجرح المفتوح الذي تركه فيّ المعتقل طوال 3 أعوام و9 أشهر. أدرك تماماً ذلك، لكن الجرح صارخ ومؤلم. ما كنتُ أخال تأثيره بهذه الفظاعة التي أعيش”.
وتابع زكا قائلاً: “أمضي اليوم الذكرى الرابعة وحيداً في بلاد الله، في عزلة صامتة أردتُها بعيداً من أي أنس حتى من عائلتي. أحاول أن أغفر، أن أتجاوز الظلم والجور والألم. أجاهد لكي ألملم شتاتي وأخرج من ضيقي، لكي أستعيد ما بقي من حياتي التي اقتطع منها الخاطفون، ظلماً وافتئاتاً، 4 أعوام، أخالها الآن 4 دهور. حياتي تلك انقلبت رأساً على عقب. تشتتْ عائلتي، وحُرم أبنائي الثلاثة الرعاية الأبوية في أكثر لحظات عمرهم حرجاً ودقة. خسرتُ عملي وكل ما جاهدتُ في سبيله طوال 30 عاماً”.
وعن أولوياته للمستقبل، يقول زكا في الرسالة: “لا أخفي أن أولوياتي تبدلت، ونظرتي في الحياة والناس اختلفت. أريد أن أمضي ما بقي لي من عمر حريصاً على ألا يعاني أي إنسان ما قاسيتُه بريئاً مظلوماً في مواجهة جلاديّ. هذه رسالتي والأمانة التي تركها في ضميري كل من ساهم في نصرتي ونجدتي وتحريري، من أهلي في القلمون والشمال إلى الحكومة اللبنانية والكونغرس والمجتمع الدولي. هذه وزنتي حيال من لا يزال يعاني ويقاسي في معتقل إيفين وفي أي من معتقلات العالم، في إنتظار لحظة الحرية”.
وأكد زكا حرصه “على أن أستثمر وجعي الكبير سلاماً ومزيداً من الاهتمام بقضايا الرهائن والمعتقلين قسراً، بحيث لا تجد قوى الشر مرقداً واحداً تنفذ منه لإعلان نصر موهوم على الحق والخير. لكل هذا، أستعجل شفائي، مع إدراكي التام حراجة ما أمر به في مسيرة التحرر من ألم إيفين وجروحه المثخنة”.
وختم قائلاً: “أغتنم الذكرى الرابعة لاعتقالي، لكي أتوجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة لأسأله اتخاذ كل إجراء ممكن للإفراج عن الرهائن في أي معتقل كانوا، وخصوصاً في إيران. أسأل الأمين العام ألا يوفّر أي سبيل لكي يمنع العالم أن يتحوّل الأبرياء أرقاماً في معتقلات يُستخدمون ورقة إبتزاز ومساومة في لعبة الأمم. أسألك، سعادة الأمين العام، أن توقف، مرة واحدة وأخيرة، الظلم الذي لن يستجلب سوى ظلم مقابل، والحقد الذي لن ينتج سوى حقد مقابل”.