أخبار عربية – بيروت
أثارت سيدة أميركية من أصل لبناني، جدلاً واسعاً بعد أن أعلنت، قيام ما أسمته “مملكة الجبل الأصفر” بمنطقة حدودية بين مصر والسودان، ترفض البلدان الاعتراف بملكيتها.
وحسب مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تبلغ مدته نحو 6 دقائق، نصَّبت السيدة نادرة عواد ناصيف، نفسها رئيسة وزراء تلك المملكة، من مدينة أوديسا في أوكرانيا، بعد “قمة” قالت إنها عقدت هناك لإعلان المملكة.
وقالت ناصيف إن “مملكة الجبل الأصفر ستكون دولة نموذجية.. لأن قضيتنا وضع حل لأزمة النازحين والمهجرين(..) سنحقق حلم كل عربي يفكر عن سبيل لمساعدة المهجرين”، وفق ما نقلت عنها وكالة “الأناضول”.
ولم توضح تفاصيل القمة التي عقدت في أوكرانيا بإعلان قيام المملكة المزعومة، أو الملك الذي سيتم تنصيبه، ولا المسؤولين عنها.
ومساء يوم الأحد 8 سبتمبر الجاري، أعلنت ناصيف عبر حسابها – غير الموثق – على موقع “تويتر”، “استقبال طلبات المواطنة”، مشيرة إلى وجود “إجراءات وشروط رسمية أساسية سوف يتم الإفصاح عنها خلال أيام”.
منطقة تائهة
ووفق تقارير إخبارية سودانية ومصرية، فإن الوضع القانوني لمنطقة بئر طويل “مثلث بارتازوجا”، غير معترف بها من طرف السودان أو مصر، وتقع على الحدود بين الدولتين.
ويعود السبب في عدم مطالبة أي من البلدين بالمنطقة إلى تمسك كليهما بالحق التاريخي لمثلث حلايب وشلاتين الذي يتماس في نقطة واحدة مع مثلث بارتازوجا.
وبحكم “اتفاقية السودان”، الموقعة عام 1899 بين مصر وبريطانيا (باعتبارهما قائمتين على الحكم الثنائي في السودان آنذاك)، أُطلق لفظ السودان على جميع الأراضي الواقعة جنوبي دائرة عرض 22 شمالاً، وتسند مصر لتلك الاتفاقية في إقرار سيادتها، وهو ما يضع مثلث حلايب داخل الحدود المصرية ويضع منطقة بارتازوجا داخل الحدود السودانية.
بينما السودان يسند لقرار إداري، في عام 1902، بأحقيته في حلايب وشلاتين، حيث أصدر ناظر الداخلية المصري آنذاك، هذا القرار، مستنداً لوجود بعض من قبائل لها بعد سوداني بالمنطقة، ولم تعترض مصر على هذا القرار مع استقلال السودان ولم تتحفظ على الحدود، وهو القرار الذي يضع مثلث حلايب داخل الحدود السودانية ويضع بئر طويل داخل الحدود المصرية.
ملكية سابقة
وسبق أن زعم أشخاص تأسيسهم لدول بتلك المنطقة، التي أعلنت الخميس باسم مملكة الجبل الأصفر.
كان أبرزها ادعاء رجل أميركي يدعى جيرمي هيتون في يوليو 2014 ملكيته لها وأطلق عليها اسم “مملكة شمال السودان”، وفق حديث أجرته معه هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وقتها.
ورغم ما تثيره تلك المزاعم من جانب مجهولين، وما يلاحقها من سخرية وطرح تساؤلات ومخاوف حول الأمن القومي للسودان ومصر، لم يصدر تعليق رسمي من جانب القاهرة والخرطوم حيال الحديث عن ملكية مثلث بارتازوجا.