الجيش السوري يدخل خان شيخون وسط معارك عنيفة

أخبار عربية – بيروت

دخلت قوات الجيش السوري، مساء الأحد، مدينة خان شيخون في جنوب إدلب، وبدأت بالتقدم فيها وسط معارك عنيفة مستمرة مع الفصائل المقاتلة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، قوله “إنها المرة الأولى التي تدخل فيها قوات النظام مدينة خان شيخون منذ فقدان السيطرة عليها في العام 2014″، مشيراً إلى أنها دخلتها من الجهة الشمالية الغربية وسيطرت على مبان عدة.

ويحاول الجيش السوري منذ أيام التقدم باتجاه خان شيخون، كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، التي يعبرها طريق سريع استراتيجي يربط حلب بدمشق، ويقول محللون إن القوات الحكومية ترغب باستكمال سيطرتها عليه.

وأفاد عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة مستمرة تدور داخل المدينة وفي جبهات أخرى عند أطرافها بين القوات التابعة لنظام الرئيس بشار الأسد من جهة وفصائل المعارضة المقاتلة هناك من جهة ثانية.

وأشار إلى أن “قوات النظام تواجه مقاومة شرسة من قبل الفصائل، وقد لجأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى شن هجمات انتحارية عدة في محيط المدينة”.

وقتل جراء معارك خان شيخون منذ ليل السبت الأحد 59 من الفصائل بينهم 43 مقاتلاً، فضلاً عن 28 عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وفق حصيلة للمرصد.

شريان حيوي

وتواصل قوات الحكومة تقدمها لتصبح، وفق المرصد، على بعد كيلومترين من الطريق الدولي بين حلب ودمشق، الذي تسيطر الفصائل المقاتلة على جزء منه يعبر محافظة إدلب.

ويشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة الحكومة السورية من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

ومنذ نهاية أبريل، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام” (فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، لقصف شبه يومي من قبل الجيش السوري وحليفه الروسي.

وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات الجيش في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.

تصعيد متواصل

وتسبب التصعيد، وفق حصيلة للمرصد، بمقتل أكثر من 860 مدنياً، فضلاً عن حوالى 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.

ومنطقة إدلب مشمولة مع محيطها باتفاق روسي تركي منذ سبتمبر 2018، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات الحكومة وفصائل المعارضة. كما يقضي بسحب الفصائل أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.