لبنان.. إلغاء احتفال “مشروع ليلى” في بيبلوس “منعاً لإراقة الدماء”

أخبار عربية – بيروت

أعلنت إدارة مهرجانات بيبلوس الدولية، الثلاثاء، تخليها عن إقامة حفلة فرقة “مشروع ليلى” المقررة في التاسع من أغسطس “منعاً لإراقة الدماء”، بعد جدل عنيف وصل إلى حد التهديد بالقتل، على خلفية اتهام الفرقة اللبنانية بالإساءة إلى المسيحية.

وجاء في بيان لمهرجانات بيبلوس التي تقام في مدينة جبيل (شمال بيروت): “في خطوة غير مسبوقة، ونتيجة التطورات المتتالية، أُجبرت اللجنة على إيقاف حفلة مشروع ليلى (..)، منعاً لإراقة الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار، خلافاً لممارسات البعض”.

وأضاف القيمون على المهرجان: “نأسف لما حصل، ونعتذر من الجمهور”.

وأوضح المدير الفني للمهرجان ناجي باز في تصريح لوكالة “فرانس برس”: “تقرر إلغاء الحفلة (..) لأن الوضع أصبح هستيرياً بوجود تهديدات مباشرة لأمن الجمهور والفنانين وسلامتهم”، مؤكداً أن “القرار فرض نفسه لأننا في اللجنة المنظمة أشخاص مسؤولون (..) حاولنا قدر المستطاع التوصل إلى حل”.

وكانت إدارة المهرجانات أعلنت الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى اتفاق مع السلطات الدينية لإبقاء الحفل في موعده شرط أن تعتذر الفرقة ممن قد تكون “أساءت إلى مشاعرهم الدينية”.

ورداً على سؤال لمعرفة لماذا لم تعتذر الفرقة، قال باز: “يعتذر الشخص عندما يكون مخطئاً ولست متأكداً من أن هذا الاعتذار كان سيكون كافياً لأن الأمور خرجت عن السيطرة وكان من الضروري اتخاذ هذا القرار، المريع لنا”.

وأشار باز إلى أن “القضاء طلب منا التوصل إلى تسوية مع المسؤولين لكن هذا الأمر كان صعباً جداً”.

وكان جهاز أمن الدولة حقق مع بعض أفراد الفرقة إثر الحملة، أخلت بعدها المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون سبيلهم الأربعاء الماضي.

وواجهت الفرقة وإدارة مهرجان بيبلوس حملة عنيفة ودعوات في الفترة الأخيرة تطالب بالغاء الحفل ولا سيما من قبل الكنيسة المارونية.

وكانت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام التابعة للكنيسة الكاثوليكية في لبنان طالبت مجدداً في اجتماع الاثنين المسؤولين والأجهزة المختصة باتخاذ “الإجراءات اللازمة لمنع أي فرصة تعطى لأي كان بالمس بالأديان ووقف هذه الحفلة”.

وأضافت: “ترفض الكنيسة أن يُمس بشعائرها وإيمان أبنائها (…). وإن رفضها لهذه الفرقة والعرض الذي تؤديه يبنى على ما تقدمه من أفكار وأعمال تتهكم على العقيدة الإيمانية والرموز الدينية وتشوه صورة الله كما تعلمها الكنيسة”.

وكان قائد الفرقة حامد سنو الذي يجاهر بمثليته الجنسية، نشر عبر صفحته على “فيسبوك” صورة أيقونة تم فيها استبدال وجه السيدة العذراء بوجه المغنية الأميركية مادونا.

ونددت منظمة “هيومان رايتس ووتش” بإلغاء الحفل. وقالت آية مجذوب الباحثة في المنظمة في لبنان لوكالة “فرانس برس” الثلاثاء: “من المؤسف فعلاً أن ترضخ إدارة مهرجان بيبلوس الدولية للضغوط وتلغي حفلة (مشروع ليلى). إنها خطوة إلى الوراء بالنسبة للبنان الذي لطالما فاخر بكونه حاضناً للتنوع ومركزاً للموسيقى والفن والثقافة”.