أخبار عربية – الخرطوم
توقفت الحياة تقريباً في العاصمة السودانية، الخرطوم، منتصف نهار الاثنين، بعد ساعات من محاولة فض الاعتصام قرب القيادة العامة للجيش، مما خلّف 14 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وبينما قال الجيش السوداني إن قوات الأمن تحركت، في وقت مبكر من صباح اليوم، من أجل ملاحقة “خارجين عن القانون في بؤرة فاسدة” مجاورة للاعتصام، اعتبرت قوى الحرية والتغيير أن الأمر “أنهى كل سبل الحوار”.
وباتت سماء العاصمة السودانية عند الظهيرة تتشح بسحابة سوداء منبعثة من إطارات السيارات وأشياء أخرى قابلة للاشتعال يحرقها سودانيون في شوارع الخرطوم وأحيائها البعيدة عن المركز، وفق ما أفاد مراسل شبكة “سكاي نيوز”.
وأضاف أن الآلاف خرجوا في مناطق خرطوم شرق وخرطوم جنوب وخرطوم غرب، إضافة إلى خرطوم بحري وأم درمان.
وقال إنهم نصبوا متاريس عديدة، بعد أن تلقوا نداء من قوى سياسية، مثل قوى الحرية والتغيير تدعوهم للنزول إلى الشوارع والمشاركة في التظاهرات، بعد ما حدث في ميدان الاعتصام.
ومن جانبها، ذكرت مصادر سودانية أنه تم إخلاء مناطق ميدان الاعتصام، في وقت أكد الجيش السوداني أنه لا مانع لديه من عودة المعتصمين إلى الميدان، مشدداً على أنه تحرك فقط ضد من “شكلوا تهديداً لأمن المواطنين”.
وفي وقت الظهيرة، أقدم عدد من الشبان الذين كانوا قد فروا من أمام مقر قيادة الجيش إلى حي بري القريب، على نصب متاريس وإعادة بناء ما تحطم خلال المواجهات في الصباح الباكر، دون مواجهات تذكر مع الجيش والأمن.
ويسيطر الجيش على تقاطعات رئيسية في وسط الخرطوم، وجسور مثل “توتي” وجسر المك نمر وجسر أم درمان. وتكثر عربات الجيش في المدينة بينما الحركة فيها تكاد تكون شبه منعدمة.
وفي المقابل، يكاد يكون وجود الجيش والأمن منعدماً في الأحياء الشعبية البعيدة عن مركز المدينة، وينتشر فيها متظاهرون غاضبون يشعلون الإطارات المطاطية، وفق مراسل “سكاي نيوز”.
إلى ذلك، أفادت مصادر إن العمليات والرحلات داخل المطار الخرطوم متوقفة تماماً، بسبب عجز الموظفين عن الوصول إليه، خشية تعرضهم إلى مكروه أثناء رحلة الوصول إلى المطار.
وشيئاً فشيئاً، ارتفعت حصيلة الضحايا في ميدان الاعتصام من قتيل إلى اثنين إلى ثلاثة، حتى بلغت 14 قتيلاً عند منتصف النهار، وفق مصادر المعارضة، فيما قالت مصادر طبية إن العدد 9 فقط، وتحدثت لجنة أطباء السودان المركزية في وقت سابقة عن جرح 60 شخصاً.