أخبار عربية – واشنطن/كراكاس
دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الخميس، القوات المسلحة إلى “محاربة جميع الانقلابيين”، وذلك غداة إعلان السلطات عن إحباط “انقلاباً عسكرياً”.
وذكر مادورو الذي كان يتحدث محاطاً بوزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو وكبار القادة العسكريين في خطاب بثته هيئة الإذاعة والتلفزيون في وقت مبكر الخميس: “نعم، نحن في خضم المعركة، والمعنويات يجب أن تكون في أعلى مستوياتها لتجريد جميع الخونة من أسلحتهم، جميع الانقلابيين”.
وأضاف مخاطباً العسكريين: “ولاء دائم ولا خيانة البتة”، مردداً هتافاً يرفع في كل تجمعات السلطات واجتماعاتها. وتابع: “لا للخوف. إنه وقت الدفاع عن الحق في السلام”.
وكان مادورو أكد الأربعاء أنه “لن يتردد” في معاقبة “الخونة” المسؤولين عن محاولة تمرد عسكري تلبية لنداء زعيم المعارضة خوان غوايدو صباح الثلاثاء.
وجدد وزير الدفاع الخميس تأكيد “ولاء” الجيش “للقيادة العليا للقوات المسلحة، الرئيس الوحيد الأوحد، الرئيس نيكولاس مادورو”.
نداء غوايدو
وكان غوايدو ومعه 27 جندياً “شجاعاً”، وجه نداء إلى الانتفاضة من مشارف قاعدة كارلوتا الجوية.
لكن المحاولة سرعان ما فشلت خلال النهار، بعدما طلب 25 عسكرياً اللجوء إلى سفارة البرازيل في كراكاس، ثم لجوء ليوبولدو لوبيز القيادي المعارض الذي كان ظهر مع غوايدو، إلى السفارة الإسبانية.
واشنطن تواصل ضغطها
من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تعليق له على الأحداث في فنزويلا: “القمع الوحشي للشعب الفنزويلي يجب أن ينتهي سريعاً”.
وقال ترمب الخميس: “صلواتنا تواكب الشعب الفنزويلي في معركته العادلة من أجل الحرية”، مضيفاً “الناس جائعون. ليس لديهم طعام ولا مياه في بلد كان من الأغنى في العالم”.
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية شديدة، في محاولة لدفع مادورو إلى الرحيل.
خلاف أميركي – روسي
بدوره، صرح مسؤول أميركي أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الخلافات بين بلديهما بشأن الأزمة الفنزويلية عندما يلتقيان في فنلندا الأسبوع المقبل.
وصرح أن الوزيرين سيناقشان “مجموعة واسعة من القضايا” عند لقائهما على هامش اجتماع مجلس بلدان القطب الشمالي الذي يبدأ الإثنين في مدينة روفانيمي شمال فنلندا.
وقال للصحافيين: “أتوقع أن تكون هناك فرصة للنقاش” بين بومبيو ولافروف و”فنزويلا ستكون جزءاً من هذا النقاش”.
وأشار إلى أنهما سيتطرقان بشكل أوسع إلى “مخاوفنا حيال موقف روسيا، خصوصاً في أوكرانيا وبالتأكيد في فنزويلا”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن بومبيو قال لنظيره الروسي خلال اتصاله الهاتفي به الأربعاء، إن موسكو “تزعزع الاستقرار” في فنزويلا، داعياً روسيا مجدداً إلى التوقف عن دعم مادورو.
وكانت وزارة الخارجية الروسية نقلت روايتها لهذا الاتصال في بيان أكدت فيه أن لافروف أبلغ نظيره الأميركي بأن “تدخل واشنطن في الشؤون الفنزويلية يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي” وأن “هذا التأثير المدمر لا علاقة له بتاتاً بالديمقراطية”.
كما انتقد بيان الخارجية الروسية تصريحات ترمب وبومبيو عن عدم استبعاد الخيار العسكري في فنزويلا.
ونقل البيان عن لافروف قوله في هذا الصدد إن “تداعيات” هذه التصريحات “قد تكون وخيمة جداً”، مضيفاً: “الشعب الفنزويلي له الحق وحده في تقرير مصيره”.
وتوفي الخميس شابان متأثرين بجروح أثناء صدامات وقعت خلال اليومين الأخيرين، ما يرفع إلى أربعة عدد القتلى بين المتظاهرين المناهضين لمادورو، بحسب المعارضة.
وفي يناير الماضي، اشتعلت الأزمة السياسية في فنزويلا بعدما أعلن خوان غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد بعدما اعتبرت المعارضة، أن فوز الرئيس نيكولاس مادورو في الانتخابات التي أجريت في ديسمبر الماضي “غير شرعي”.
وسارعت الولايات المتحدة إلى دعم غوايدو، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه يعترف به رئيساً شرعياً لفنزويلا، وبعد أميركا اعترفت عشرات الدول بغوايدو رئيساً.