أخبار عربية – بيروت
قُتل 17 عنصراً من قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين له وأصيب 30 آخرون بجروح، في هجمات شنها فصيلان متصلان بـ”جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابي في محافظة حلب في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس”: “شنّت كل من هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين هجمات ضد مواقع لقوات النظام في ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي بعد منتصف ليل الجمعة”، مشيراً إلى أن “الاشتباكات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى وانتهت بتدخل الطيران الروسي الذي استهدف مواقع الفصائل المهاجمة”.
ورصد المرصد السوري بعد منتصف ليل الجمعة هجومين متزامنين “بعمليتين انغماسيتين” للفصائل في محوري زمار وخان طومان بريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، على تمركزات للجيش السوري في المنطقتين.
والهجوم الأول قام به فصيل “حراس الدين” التابع سابقاً لـ”هيئة تحرير الشام” على تمركزات للقوات الحكومية في محور زمار حريش بريف حلب الجنوبي، ترافق مع قصف متبادل بين الطرفين.
أما الهجوم الثاني فشنه “انغماسي” من “جيش عمر بن الخطاب” التابع لـ”هيئة تحرير الشام” على تمركزات للجيش في محور خان طومان بالريف الجنوبي الغربي من حلب، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين بالتزامن مع تبادل القتال بالأسلحة الرشاشة، وسط قصف جوي على مناطق الاشتباك.
وأسفر الهجومان عن مقتل 17 عنصراً من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، وإصابة نحو 30 آخرين بجروح، بالإضافة لمقتل 8 عناصر من فصيلي “حراس الدين” و”جيش عمر بن الخطاب”.
وتسيطر فصائل متطرفة على مناطق في ريف حلب الغربي الذي يشكل مع محافظة إدلب المجاورة وأجزاء من محافظات محاذية، المنطقة المعنية باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في سبتمبر.
وينص الاتفاق على إقامة “منطقة منزوعة السلاح” تفصل بين مناطق سيطرة الحكومة السورية من جهة والفصائل المتطرفة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” من جهة أخرى، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه بعد.
وتستهدف الطائرات الروسية مراراً مناطق سيطرة الفصائل، ما أسفر السبت عن مقتل خمسة مدنيين في ريف حماة الشمالي الغربي، بحسب المرصد الذي أفاد الجمعة أيضاً بمقتل 10 مدنيين بينهم طفلان في غارات روسية في محافظتي إدلب وحماة.
وصعّدت القوات السورية منذ فبراير وتيرة قصفها على المنطقة المشمولة بالاتفاق الروسي التركي.
وجنّب الاتفاق الروسي التركي إدلب، التي تؤوي وأجزاء من محافظات مجاورة نحو ثلاثة ملايين نسمة، حملة عسكرية واسعة لطالما لوّحت الحكومة السورية بشنّها.
وشكل مصير المنطقة محور الجولة الأخيرة من مباحثات أستانا التي عقدت يوم الجمعة في عاصمة كازاخستان برعاية كل من روسيا وإيران وتركيا.
وأعربت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد اختتام المحادثات، عن قلق بالغ “إزاء محاولات تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي تعزيز سيطرته على المنطقة”.
من جهتها، أبدت الأمم المتحدة، الخميس، قلقها إزاء التصعيد في المنطقة. وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون السورية بانوس مومتزيس الخميس: “أنا قلق جراء التصعيد الأخير للعنف والأعمال العدائية في المنطقة المنزوعة السلاح ومحيطها، في شمال غرب سوريا”، مشيراً إلى مقتل أكثر من 200 مدنياً منذ فبراير، وفرار 120 ألف شخص إلى مناطق قريبة من الحدود مع تركيا.