أخبار عربية – بيروت
قدّم المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يان كوبيش، إحاطة عن التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي حول تنفيذ القرار 1701 في جلسة مجلس الأمن الدورية في الـ27 من مارس، لا سيما بعدما كشفته إسرائيل قبل أشهر عن أنفاق لـ”حزب الله” تصل إلى العمق الإسرائيلي.
وأشار كوبيش في إحاطته إلى أن القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان حثّت السلطات اللبنانية على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة مسألة أنفاق حزب الله (الحدودية مع إسرائيل)، إلا أنه لم يثبت حتى الآن أنها قامت بإجراءات متابعة في هذا المجال، وأن القوات الدولية ستظل تؤكد للسلطات اللبنانية أهمية المتابعة المناسبة”.
وفي السياق، أوضح الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اندريا تننتي لـ”العربية.نت”: “إن نفقين من أصل ستة تم التحقق منها، خرقا الخط الأزرق (وهو الخط الذي يرسم الحدود غير الرسمية بين لبنان وإسرائيل وقد حددته الأمم المتحدة تبعاً للقرار الدولي 425 الصادر عن مجلس الأمن في مارس 1978) في انتهاك لقرار مجلس الأمن 1701”.
وأشار إلى “أنه طوال الفترة الممتدة من إعلان الجيش الإسرائيلي الانتهاء من عملية تدمير الأنفاق وحتى اليوم، ظل الوضع على طول الخط الأزرق هادئًا، والطرفان اللبناني والإسرائيلي ملتزمان بالحفاظ على الاستقرار ووقف الأعمال العدائية”.
وأطلقت إسرائيل في الرابع من ديسمبر الماضي، عملية واسعة لتدمير أنفاق بناها “حزب الله” بهدف التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أثار مخاوف من اشتعال الموقف بين الطرفين.
وبعد شهر من عملية “درع الشمال” التي أطلقتها لتدمير الأنفاق، أكدت أنها انتهت من عملية التدمير.
إلى ذلك، قال الناطق باسم اليونيفيل “تمكنا من جمع الأطراف المتنازعة من خلال الاجتماع الثلاثي (يعقد بين ضباط لبنانيين وإسرائيليين برعاية ضباط من قوات الأمم المتحدة لبحث مسائل عسكرية ويُطلق عليه اسم اجتماع الناقورة) الذي كان إحدى أهم آليات بناء الثقة في البعثة. فهذا الاجتماع هو بمثابة المنتدى الوحيد الذي يرأسه قائد قوة “اليونيفيل” حيث يجمع دولتين ما زالتا في حالة حرب بانتظام لمناقشة القضايا المتعلقة بتنفيذ 1701. وساهم هذا الاجتماع في تخفيف حدّة التوتر ومنع سوء التفاهم والحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق”.
وخاضت إسرائيل حرباً عام 2006 ضد “حزب الله” انتهت بوقف للأعمال القتالية تشرف عليه الأمم المتحدة بموجب القرار الدولي 1701.
لا تعديل على القرار 1701
وأكد الناطق باسم القوات الدولية “أن لا تعديل في مندرجات القرار 1701، كما لا تغيير في تكليف بعثة السلام في جنوب لبنان، لكن هناك تمديد مهلة مهمة القوات الدولية ضمن القرار 2373 (عام 2017) لجهةبعض الإضافات، منها تعزيز تواجد القوات المسلّحة اللبنانية في الجنوب، تقديم تقارير سريعة إلى مجلس الأمن وزيادة عدد الأنشطة التنفيذية، وفي الوقت الحالي تقوم البعثة بأكثر من 14000 نشاط تشغيلي شهرياً منها على سبيل المثال، دوريات راجلة، دوريات مركبات، دوريات ليلية، دوريات جوية، لقاء مع البلديات وتنفيذ مشاريع إنسانية”.
استبعاد حرب إسرائيلية
ورداً على المخاوف من عملية عسكرية قد تُنفّذها إسرائيل في جنوب لبنان عشية الانتخابات الإسرائيلية وبالتزامن مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، طمأن تيننتي إلى “أن الوضع في جنوب لبنان مستقر وهادئ مع التزام مع الأطراف بالتهدئة”، لافتاً إلى “أنه منذ 2006 يشهد جنوب لبنان فترة من أهدأ فتراته في التاريخ، ونحن كقوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة نعمل بلا كلل من أجل إتاحة الفرصة للأطراف المتنازعة في الجنوب للانتقال إلى وقف دائم للقتال”.