أخبار عربية – بيروت
رفضت كل من جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن فيه استعداد واشنطن للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن أي اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان “سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي”.
وأضاف أبو الغيط، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، في وقت متأخر من مساء الخميس، أن “الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقاً بالموقف من الأزمة في سورية”.
وقال أبو الغيط، وفق ما نقلت “رويترز”، إن هذا الاعتراف “إن حصل لا ينشئ حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع”. كما دعا الأمين العام للجامعة العربية الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج “ومراجعة هذا الموقف الخاطئ”.
وفي السياق، شددت وزارة الخارجية المصرية، على موقفها الثابت من أن الجولان السوري أرض عربية محتلة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، بشأن بطلان القرار الذي اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها، وولايتها القضائية، وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره لاغياً، وليست له أي شرعية دولية.
ودعت الوزارة، في بيان، إلى ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وذلك رداً على إعلان ترمب.
من جهته، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي على موقف الأردن الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وقال الصفدي في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا” إن السلام الشامل والدائم يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وإن الجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة، مؤكداً عدم شرعية فرض إسرائيل قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل.
ولفت إلى قرار مجلس الأمن رقم 497 للعام 1981 الذي رفض قرار إسرائيل ضم الجولان المحتل، مشدداً على ضرورة التزام المجتمع الدولي بقرارات الشرعية الدولية.
بدورها، عبرت دول مجلس التعاون الخليجي عن أسفها لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967.
وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان: “إن تصريحات ترمب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967”.
وأضاف: “تصريحات الرئيس الأميركي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط”.
دولياً، قالت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
كما قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن بلادها ترفض الخطوات الأحادية، مضيفة أن ضم إسرائيل للجولان باطل بموجب قرار الأمم المتحدة.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل، رداً على سؤال يتعلق بتصريحات ترمب التي دعا فيها للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.
وقالت المتحدثة أولريكه ديمر: “تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية”، وأضافت: “ترفض الحكومة الخطوات الأحادية”.
وقالت زارة الخارجية الفرنسية إن سيادة إسرائيل على الجولان ستخالف القانون الدولي.
وكان ترمب قد قال، أمس الخميس، عبر تغريدة على موقع “توتير”، إن “الوقت قد حان” من أجل اعتراف بلاده بسيادة إسرائيل على مرتفعان الجولان.
وتأتي تغريدة ترمب استكمالاً لمؤشرات عديدة في الآونة الأخيرة، تظهر انقلاباً في موقف واشنطن من هذه المرتفعات التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وكانت الخارجية الأميركية أسقطت في تقرير صدر منذ أقل من شهر صفة “الاحتلال” عن مرتفعات الجولان.
وقال ترمب في تغريدته: “بعد مرور 52 عاماً، حان الوقت لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة إلى إسرائيل والاستقرار الإقليمي”.