ما علاقة ترمب بحادث الطائرة الإثيوبية؟

أخبار عربية – واشنطن

في أوائل شهر يناير الماضي، حاولت شركة “بوينغ” إصلاح العيب الخطير وغير المتوقع في طائراتها “737 ماكس 8″، إلا أنها اصطدمت بعقبة غير متوقعة على الإطلاق، كما نقلت “سكاي نيوز”.

ولا يزال سبب تحطم الطائرة الإثيوبية، الذي وقع الأحد الماضي، ومقتل 157 شخصا كانوا على متنها قيد التحقيق، لكن خبراء السلامة الجوية وشركات الطيران لاحظوا وجود أوجه تشابه في مسار رحلة “بوينغ 737 ماكس 8” مع رحلة من نفس الطراز تابعة لشركة “ليون إير” الإندونيسية التي تحطمت أثناء رحلة داخلية في أكتوبر الماضي.

وبينما تقول الإدارة الاتحادية الأميركية للطيران إن التحليق بهذه الطائرات آمن، قالت “بوينغ” الاثنين الماضي إنها كانت تعمل مع إدارة الطيران الاتحادي الأميركية عقب حادث الطائرة الإندونيسية لتطوير برمجيات التحكم في الرحلة الجوية.

وكان من المفترض أن يتم تزويد أسطول طائرات “737 ماكس” ببرمجيات التحكم المحدثة، بعد حادث الطائرة الإندونيسية، وفقا لما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

لكن الإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية الذي قرره الرئيس دونالد ترمب بعد رفض طلبه لبناء جدار على الحدود، عمل على تأخير هذا الإصلاح، حتى وقع الحادث الثاني لنفس الطراز في أقل من 6 أشهر.

وأكدت “بوينغ” في بيانها، أنها ستزود طائرات “737 ماكس 8” بتحديث للبرمجيات، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان إدارة الطيران الاتحادي أنها ستأمر “بتغييرات في تصميم” الطائرة بحلول أبريل.

و”ماكس 8″ هو الطراز الجديد من طائرات “بوينغ 737″، طائرة الركاب الأعلى مبيعا في العالم، ومحركات هذا الطراز أكبر حجما، كما أنها أقل استخداما للوقود، ودخل الطراز الخدمة عام 2017.

ويجمع بين تحطم رحلتي “بوينغ 737 ماكس 8” الإندونيسية والإثيوبية، معاناتها من “سرعة رأسية غير مستقرة” قبل أن تتحطم عقب دقائق من الإقلاع، وفقا لموقع “فلايت رادار 24”.

وأوقفت عدة دول تشغيل الطائرات من طراز “بوينغ ماكس”.

وفي حادث تحطم طائرة “ليون إير” في 29 أكتوبر الماضي، قال المحققون إن إشارات خاطئة صادرة عن أداة التحكم أدت إلى سقوط الطائرة، بينما كان الطيارون يكافحون لإبقائها محلقة عاليا.

وأسفر الحادث عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 189 شخصا.

وبعد تحطم طائرة “ليون أير”، أصدرت “بوينغ” نشرة تقدم المشورة لشركات الطيران بشأن كيفية التعامل مع معلومات أجهزة الاستشعار الخاطئة التي قد تؤدي إلى مناورات تسقط على إثرها الطائرة.

كما أصدرت إدارة الطيران الاتحادي الأميركية “توجيها جديدا بشأن صلاحية  التحليق بطائرات” بوينغ 737 8 و9، محذرة من “الحالة غير الآمنة” لهما، كما زودت أطقم رحلاتها بتعليمات أمنية.

ووفقا لتقارير متعددة، كان تطوير برمجيات التحكم في رحلات طائرات “737 ماكس” متوقعا أن يتم في يناير.

لكن تم تأجيله حتى أبريل، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، الأحد الماضي، بسبب “تحديات هندسية” و”اختلافات في الرأي” بين بوينغ وإدارة الطيران الاتحادي، وكذلك بسبب الإغلاق الحكومي الذي استمر 35 يوما وتسبب في تعليق النظر في الإصلاحات الملحة.

فهل كان تحديث برمجيات طائرات 737 سيحول دون تحطم رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية هذا الأسبوع؟

خلال فترة الإغلاق، وهي الأطول في تاريخ الحكومة الأميركية، استمرت أنشطة إدارة الطيران الاتحادي، بما في ذلك مراقبة الحركة والسلامة الجوية، بينما تم إيقاف العديد من الأنشطة الأخرى.

وفي ديسمبر الماضي، قرر ترمب إغلاقا جزئيا دام لـ35 يوما، بعد رفضه التوقيع على مشروع قانون الإنفاق الحكومي الذي استثنى مطالبة ترمب بتخصيص 5.7 مليار دولار لتمويل بناء جدار على حدود المكسيك.

وحينها انهالت التحذيرات والرسائل والخطابات الرسمية المباشرة من إدارة الطيران الاتحادي وإدارة أمن النقل واتحاد الطيارين الأميركيين والكنديين، المؤلف من 61 ألف عضو، إلى ترمب والكونغرس، بسبب ما أسفر عنه الإغلاق الحكومي من تعليق الرقابة على أنشطة التصنيع الخاصة بالطائرات.