أخبار عربية – تكنولوجيا
قام “فيسبوك” بجمع المعلومات الشخصية بالغة الأهمية من خلال عدد من التطبيقات الشائعة، غالبا بدون معرفة المستخدمين، وفقا لما نقلته “العربية.نت” عن صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
نبض القلب والتبويض
إن هناك 11 تطبيقا شائعا على الأقل كانت ترسل البيانات إلى فيسبوك، وهي تطبيق Flo Period وOvulation Tracker وRealtor للتسويق العقاري، ومقياس معدل ضربات القلب الفوري: HR Monitor، وفقا لما أسفرت عنه تحقيقات تمت بمعرفة صحيفة “وول ستريت جورنال”.
قامت التطبيقات بجمع بيانات ذات طبيعة خصوصية، تراوحت ما بين معلومات حول متوسط وزن المستخدمين وأطوالهم، إلى ضغط الدم، ودورات التبويض وحالات الحمل.
وفي بعض الحالات، كانت “المعلومات الدقيقة للغاية” يجرى إرسالها إلى فيسبوك بعد ثوان من إدخالها في التطبيق، حتى إذا لم يكن لدى المستخدم حساب على منصة التواصل الاجتماعي، وفقا لما ورد في وول ستريت جورنال.
برمجيات مجانية في المقابل
يتمكن فيسبوك من جمع البيانات عبر مجموعة تطوير البرمجيات SDK، وهي مجموعة من أدوات البرمجيات المفتوحة بالمجان، يستطيع من خلالها مطورو البرامج إنشاء تطبيقات.
وعندما تستخدم التطبيقات برمجيات SDK الخاصة بمنصة فيسبوك، يكون لبرامج المنصة في المقابل، إمكانية الوصول في كثير من الأحيان إلى البيانات التي تجمعها هذه التطبيقات، بغرض استهداف أصحاب البيانات بالإعلانات، التي تناسب المعلومات التي تم جمعها.
ويضاف هذا الكشف إلى سلسلة من فضائح الخصوصية الأخيرة لشركة فيسبوك، التي زعزعت ثقة مستخدميها البالغ عددهم ما يزيد على ملياري مستخدم، وأثارت تساؤلات حول حاجة الجهات الرسمية المسؤولة إلى كبح جماح منصة فيسبوك، التي توصف بعملاق وسائل التواصل الاجتماعي.
تطبيقات لا تحذر المستخدم
اختبرت تحريات وتحقيقات صحيفة “وول ستريت جورنال” أكثر من 70 تطبيقًا ووجدت أن 11 تطبيقا على الأقل أرسلت قامت بتوصيل المعلومات الشخصية إلى فيسبوك.
وتبين أن التطبيقات لا تقوم غالبا بتنبيه المستخدمين إلى أن البيانات تتم مشاركتها مع فيسبوك. وبينما يمكن للمستخدمين التحكم في كيفية جمع التطبيقات للبيانات من أجهزتهم، مثل الموقع أو جهات الاتصال أو ملفات تعريف الارتباط، فلا يمكنهم إيقافها عن مشاركة البيانات الشخصية بالغة الخصوصية المسجلة في التطبيقات مع جهات خارجية مثل فيسبوك.
6 من أفضل 15 تطبيقا
استخدمت وول ستريت جورنال في إجراء التحقيقات برامج لمراقبة اتصالات الإنترنت المرسلة من التطبيقات، وعملت بالتعاون مع شركة لبرمجيات حماية الخصوصية “Disconnect” لاختبار بعض التطبيقات.
وأثبتت التحقيقات أن على الأقل 6 من أفضل 15 تطبيقا في مجال الصحة واللياقة البدنية نقلت المعلومات الشخصية مع فيسبوك.
فوضى كبيرة
وقال باتريك جاكسون، كبير مسؤولي التقنية في شركة Disconnect للصحيفة: “إن ما يحدث هو فوضى كبيرة، ولا يرتبط بشكل أو بأخر بوظائف التطبيقات التي يتم استخدامها من أجلها”.
ومن بين الحالات التي تم رصدها، قام تطبيق قياس “معدل ضربات القلب الفوري”: بنقل معدل ضربات قلب المستخدم إلى فيسبوك في غضون ثوانٍ من تسجيلها، في حين حصل فيسبوك على بيانات التبويض الخاصة بإحدى المستخدمات لتطبيق FLO، بخاصة عندما بدا أنها في بداية مرحلة حمل.
تصريحات متناقضة من فيسبوك
ولكن فيسبوك ينفى أنه يستخدم البيانات الشخصية من التطبيقات لأغراض الاستهداف. وأضاف متحدث باسم المنصة أن شروط الاستخدام تمنع مطوري التطبيقات من إرسال “معلومات صحية أو مالية أو غيرها من فئات المعلومات الحساسة”، وفقا لما ورد في وول ستريت جورنال.
كما طالب متحدث باسم فيسبوك: “مطوري التطبيقات أن يكونوا واضحين مع مستخدميهم حول المعلومات التي يشاركونها معنا (فيسبوك)”.
ولكن يتعارض ما ذكره المتحدث باسم فيسبوك مع ما هو مذكور في شروط استخدام منصة فيسبوك، بحسب ما نشرته وول ستريت جورنال، حيث تشير شروط الاستخدام إلى أنه يتم يستخدم بيانات العملاء، التي يتم جمعها بواسطة برمجيات SDK لأغراض الاستهداف بالإعلانات، بالإضافة إلى “تحسين تجارب أخرى على فيسبوك، بما في ذلك سرد الأخبار ونتائج البحث.
حاكم نيويورك
وفيما صرح المتحدث باسم فيسبوك إلى وول ستريت جورنال بأنه يجري التخطيط لإدراج مزيد من الإجراءات الوقائية حول كيفية تخزين البيانات الحساسة المرسلة من التطبيقات، إلا أن حاكم نيويورك، أندرو كومو، بادر بتوجيه وكالتين حكوميتين بالتحقيق في نتائج ما نشرته وول ستريت جورنال، ووصف مشاركة البيانات بأنه “إساءة استخدام صادم للخصوصية”.