بذات العلاج.. اختفاء فيروس الإيدز من ثالث مريض في العالم

أخبار عربية – صحة

بعد يومين من تسجيل شفاء ثاني مريض من فيروس الإيدز (نقص المناعة المكتسب)، أعلن باحثون “احتمالية” شفاء ثالث مريض في العالم من المرض القاتل.

وأفصح الباحثون عن قرب شفاء صاحب الحالة الثالثة، وهي لرجل ألماني، معروف بلقب “مريض دوسلدورف”، في مؤتمر طبي في مدينة سياتل الأميركية.

وبعد ثلاثة أشهر ونصف من الأدوية المضادة للفيروسات، وتحليل عينات من أمعائه وغدده الليمفاوية، لم تظهر أي عدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب للحالة الثالثة، حسبما قالت آن ماري وينسينغ من المركز الطبي الجامعي في مدينة أوتريخت الهولندية.

وعلى الرغم من أن الأطباء متفائلون بشأن حالة المريض، من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان قد شفي أم لا، وفق ما نقلت “سكاي نيوز عربية” عن صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية.

وكان المشترك بين حالات الشفاء الثلاثة عملية زرع نخاع عظمي من متبرعين لديهم طفرة نادرة في الجين المسؤول عن تكوين مستقبل (سي.سي.آر 5)  في خلايا T-Cells المناعية، المقاومة لعدوى الإصابة بالفيروس.

وتتركز عمليات الاستقصاء العلمي لوقائع الشفاء من مرض الإيدز على أحد الجينات الوراثية، وعلى تأثير جانبي لأسلوب علاجي، مع تجدد حماس الباحثين الساعين لإيجاد علاج للمرض الذي قتل الملايين.

حالة الشفاء الأولى

وكان الفيروس اختفى من جسد صاحب حالة الشفاء الأولى تيموثي راي براون، المعروف بلقب “مريض برلين”، بعلاج مماثل تمت فيه زراعة خلايا جذعية في 2007.

وانطوت تلك العملية على هدم جهاز المناعة لديه، وزراعة خلايا جذعية بتحوير جين يطلق عليه اسم (سي.سي.آر 5) مقاوم لفيروس إتش.آي.في.

ويستخدم فيروس الإيدز الجين (سي.سي.آر 5) للنفاذ إلى الخلايا، إلا أنه لا يستطيع إصابتها إذا كان الجين محورا.

وشبه خبير فيروس إتش.آي.في بجامعة كاليفورنيا ستيفن ديكس أثر هذا التحوير بمعركة ضارية بين جهازين مناعيين.

فخلايا المناعة المزروعة من المتبرع في الجسم تبحث عن كل خلايا المناعة في جسد المريض وتدمرها، بما فيها الخلايا التي يمكن لفيروس إتش.آي.في الاختباء فيها.

غير أن عمليات الزراعة هذه معقدة وباهظة الكلفة وفي غاية الخطورة على المرضى إذ قد تؤدي إلى الوفاة.

وأضاف ديكس “لذا فالحل هو أن يتوصل أحد إلى طريقة لتحقيق القدرة على التعديل الجيني لكل خلايا الجهاز المناعي، وهو ما يعمل البعض على تحقيقه الآن”.

حالة الشفاء الثانية

كان الرجل الثاني الذي شُفي من الإيدز، وأصبح معروفا بلقب “مريض لندن”، مصابا بفيروس إتش.آي.في، وبنوع من سرطان الدم يعرف باسم ليمفوما هودجكين.

واستجاب بنجاح لعملية زراعة نخاع عظمي من متبرع يتمتع بمقاومة جينية نادرة لعدوى الإصابة بالفيروس.

وأدت زراعة النخاع لشفاء الرجل من مرض السرطان وفيروس إتش.آي.في غير أن الجينات المقاومة قد لا تكون السبب الوحيد في اختفاء الفيروس من جسده.

وتمنح حالة مريض لندن الأمل للعلماء والباحثين الصيدلانيين الذين أمضوا عشرات السنين في البحث عن سبل للقضاء على الإيدز.

وقالت الخبيرة في هذا الفيروس شارون لوين إن عاملين كانا على الأرجح وراء شفاء مريض لندن، يتمثلان في المقاومة الجينية، والأثر الجانبي لزرع النخاع الذي هاجم خلايا المناعة.

وأضافت لوين، الرئيسة المشاركة لمجلس الأبحاث العلاجية الاستشاري بالجمعية الدولية للإيدز والباحثة بمعهد دوهرتي بأستراليا “النخاع العظمي الجديد مقاوم لفيروس إتش.آي.في، كما أنه يعمل بنشاط على القضاء على أي خلايا مصابة بالفيروس”.

ومنذ ظهور هذا الوباء في الثمانينيات أصيب أكثر من 70 مليونا من البشر بالفيروس، ومات حوالي 35 مليونا، أغلبهم في أفريقيا.

ويتيح التقدم الطبي رصد الإصابة بالفيروس مبكرا، ويمكن للأدوية الجديدة السيطرة عليه، كما أن هناك سبلا لمنع انتشاره.

غير أن 37 مليونا لا يزالون مصابين بالفيروس.