ألمانيا تطلب من لبنان تسليم قيادي في المخابرات السورية.. فمن هو؟

أخبار عربية – برلين

كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن “برلين طلبت من السلطات اللبنانية تسليم أحد كبار قادة المخابرات السورية، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية”.

وذكرت المجلة أن “بعد أيام من اعتقال عنصرين من المخابرات السورية متهمين بتنفيذ آلاف عمليات القتل والتعذيب الممنهج، اتبعت برلين خطوة هي الأولى من نوعها في الإطار الديبلوماسي، وقدمت إلى لبنان طلب تسليم اللواء جميل حسن، مدير إدارة المخابرات الجوية السورية، وذلك بعد حصول المحققين على معلومات تفيد بأن الأخير يعتزم السفر إلى لبنان لتلقي العلاج”.

وأشارت إلى أن “النيابة العامة الاتحادية الألمانية تتهم حسن بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وأصدرت بالفعل مذكرة توقيف دولية بحقه الصيف الماضي”، مضيفة أن “هناك معلومات تفيد بأن مكتب المدعي الفيدرالي في كارلسروه يحقق اﻵن ضد حوالى عشرين شخصاً من المسؤولين السوريين السابقين”.

وذكرت “دير شبيغل” أن “من خلال طلبها من لبنان تسليم جميل حسن، تسعى السلطات الألمانية إلى تضييق نطاق تحركات الرجل المطلوب من جهة، وممارسة الضغط على لبنان، الذي يسافر إليه بشكل متكرر مسؤولو الحكومة السورية، من جهة أخرى”.

ومع ذلك، تعتبر المجلة أن “الآمال لدى ألمانيا في أن تقوم السلطات اللبنانية باعتقال جميل حسن وتسليمه تبقى منخفضة، حيث يلعب حزب الله، أحد حلفاء دمشق الأساسيين، دوراً محورياً في هيكلية السلطة اللبنانية” بحسب قولها.

وجميل حسن ولد في حمص سنة 1952، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، ثم انتسب إلى الكلية الحربية عام 1972، في ذات المدينة، وتخرج منها عام 1976، برتبة ملازم جوّي، وكان في عداد القوات العسكرية التي أرسلها حافظ الأسد، واقتحمت محافظة حماة الثائرة عليه، عام 1982، وعملت فيها قتلاً وتدميراً، حيث سويت بيوتها بالأرض، وبلغ عدد قتلاها الآلاف، اختلف في تقديرها ما بين 15 ألفاً و50 ألف قتيل.

وكان جميل حسن من جملة الضباط الذين كافأهم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، على تنفيذهم أوامره العسكرية باقتحام حماة، فكان من الضباط ممنوحي النفوذ في إدارة المخابرات الجوية التي كانت لا تزال تحت سلطة اللواء محمد الخولي، ثم تحت سلطة اللواء إبراهيم حويجة، ثم لتصبح إدارة الاستخبارات الجوية تحت سلطة اللواء جميل حسن منذ عام 2009، خلفاً للواء عبد الفتاح قدسية.

ويذكر أن أغلب ضباط إدارة المخابرات الجوية السورية، خاضعون لعقوبات دولية، لتورطهم بأعمال عنف وقتل وتعذيب السوريين.

و”لمع نجم” اللواء جميل حسن، مع اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد، عام 2011، وعرف عنه ميوله لتكرار سياسة حافظ الأسد في محافظة حماة التي كان واحداً من المتورطين في ارتكاب مذبحتها.

وكانت الاستخبارات الجوية، هي القوات التي زج بها في شوارع دمشق وبقية المحافظات، لقمع المحتجين، فكانت تقوم بمطاردة وملاحقة الناشطين السوريين المعارضين لنظام الأسد، مع بداية الثورة، ثم تعريضهم لأشد أنواع التعذيب المفضي إلى الموت.